الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج5-ص408
= والانزجار عن نواهيه، وقطع زمانك في تحصيل الكمالات النفسانية، وصرف أوقاتك في اقتناء الفضائل العلمية، والارتقاء عن حضيض النقصان إلى ذروة الكمال، والارتفاع إلى أوج العرفان عن مهبط الجهال، وبذل المعروف، ومساعدة الاخوان، ومقابلة المسئ بالاحسان، والمحسن بالامتنان.
وإياك ومصاحبة الاراذل، ومعاشرة الجهال فإنها تفيد خلقا ذميما، وملكة ردية، بل عليك بملازمة العلماء، ومجالسة الفضلاء فإنها تفيد استعدادا تاما لتحصيل الكمالات، وتثمر لك ملكة راسخة لاستنباط المجهولات، وليكن يومك خيرا من أمسك.
وعليك بالتوكل، والصبر، والرضا، وحاسب نفسك في كل يوم وليلة، وأكثر من الاستغفار لربك، واتق دعاء المظلوم خصوصا اليتامى والعجائز فإن، الله تعالى لا يسامح بكسر كسير.
وعليك بصلاة الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وآله حث عليها، وندب إليها، وقال: ” من ختم له بقيام الليل ثم مات فله الجنة “.
وعليك بصلة الرحم فإنها تزيد في العمر.
وعليك بحسن الخلق فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ” إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم.
” وعليك بصلة الذرية العلوية فإن الله تعالى قد أكد الوصية فيهم، وجعل مودتهم اجر الرسالة والارشاد فقال الله تعالى: (- قل لا اسئلكم عليه أجراإلا المودة في القربى “.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني شافع يوم القيامة لاربعة أصناف ولو جاؤا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب، ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا وشردوا.
وقال الصادق عليه السلام: ” إذا كان يوم القيامة نادى مناد أيها =