الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج4-ص449
= ولد سنة 336.
أشغل مكانة الرآسة العامة للشيعة.
كان رئيسا محنكا، وشيخا عظيما، أحيى الشريعة ومحى البدع، وجاهد في سبيل إعلاء كلمة الحق، أعظم جهاد.
واتفق الكل على علمه وفضله ونبوغه وجلالته.
كان رحمه الله كثير المحاسن، جم المناقب، حديد النظر، حاضر الجواب واسع الرواية.
كثير الصدقات عظيمالخشوع، كثير الصلاة والصوم، متقشف الحياة.
والخلاصة أنه جمع العلم والزهد والوقار ولم يوفق أحد بمثل ما وفق هذا الرجل العظيم عطر الله مرقده توفي عام 413 في بغداد وشيعه ما ينيف عن ثمانين ألفا.
ودفن بجوار الامامين الكاظمين عليهما أفضل السلام والصلاة.
وقبره هناك معروف ومشهور يزوره الخواص والعوام.
والثاني – ” الشيخ الطوسي ” – هو أبو جعفر (محمد بن الحسن بن علي بن الحسن) ولد بطوس (خراسان) عام 385 وهاجر إلى العراق فنزل بغداد سنة 408 وهو في الثالثة والعشرين من عمره.
تحققت له الزعامة الجعفرية بعد وفاة علم الهدى السيد المرتضى رحمه الله.
وأصبح علما من أعلام الشيعة وزعيما بارعا.
وكانت داره في كرخ بغداد مأوى الأمة ومقصد الوفاد يأمونها لحل مشاكلهم وايضاح مسائلهم.
وجعل له الخليفة العباسي (القائم بأمر الله) كرسيا للكلام والافادة ولم يكن في بغداد يومذاك من يفوقه قدرا وعلما وشرفا.
ثم هاجر إلى النجف الأشرف لحادثة سيئة وقعت في بغداد احترقت على أثرها مكتبة الشيعة في الكرخ وكانت تحوي على أكثر من عشرة آلاف كتاب ثمين بينكتب فارس والعراق وما جلب من الهند والصين والروم، وأكثرها بخطوط مؤلفيها فأحرقتها يد التعسف والتعصب البذئ.
ولما رأى الشيخ الخطر محدقا به هاجر إلى النجف الأشرف لائذا بجوار الإمام أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام سنة 449 ومن ذلك اليوم صارت النجف الأشرف =