الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج3-ص66
نعم يشترط مع ذلك كله أن يكون له قوة يتمكن بها من رد الفروع إلى أصولها واستنباطها منها.
وهذه هي العمدة في هذا الباب، وإلا فتحصيل تلك المقدمات قد صارت في زماننا سهلة لكثرة ما حققه العلماء والفقهاء فيها، وفي بيان استعمالها، وإنما تلك القوة بيد الله تعالى يؤتيها من يشاء من عباده على وفق حكمته ومراده، ولكثرة المجاهدة والممارسة لاهلها مدخل عظيم في تحصيلها (1)، ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين (2) “: وإذا تحقق المفتي بهذا الوصف وجب على الناس الترافع إليه، وقبولقوله، والتزام حكمه، لأنه منصوب من الإمام عليه السلام على العموم بقوله: ” انظروا إلى رجل منكم قد روى حديثنا، وعرف أحكامنا فاجعلوه قاضيا فإني قد جعلته قاضيا فتحاكموا إليه (3).
وفي بعض الأخبار: ” فارضوا به حكما، فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه، فإنما بحكم الله استخف، وعلينا رد، والراد علينا راد على الله، وهو على حد الشرك بالله عزوجل (4) “.
(1) مرجع الضمير (القوة التي يتمكن المجتهد بها من رد الفروع إلى الأصول).
(2) العنكبوت الآية 69.
(3) الحديث مروي في الكافي ج 7 ص 412 من كتاب القضاء والأحكام الطبعة الحديثة باختلاف يسير في ألفاظه وكأن (الشارح) قدس سره نقل الحديث بالمعنى.
(4) الحديث مروي في الكافي ج 7 ص 412 من كتاب القضاء والأحكام الطبعة الحديثة.
وفي الوسائل الحديث – 1 – الباب – 11 – من أحكام القضاءباختلاف عما نقله (الشارح) هنا.