الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج1-ص513
(وجعل سهيل) أول طلوعه – وهو بروزه عن الافق – (بين العينين) لا مطلق كونه، ولا غاية ارتفاعه، لأنه في غاية الارتفاع يكون مسامتا للجنوب، لأن غاية ارتفاع كل كوكب يكون على دائرة نصف النهار المسامتة له كما سلف (1).
(وللمغرب) والمراد به بعض المغرب كالحبشة والنوبة، لا المغرب المشهور (2) (جعل الثريا والعيوق) (3) عند طلوعهما (على يمينه وشماله) الثريا على اليمين، والعيوق على اليسار.
(1) ” سهيل “: كوكب قريب من القطب الجنوبي على غرار الجدي كوكب القطب الشمالي.
وبما أن القطب الجنوبي غير مرئي بالنسبة إلى أهل الاقطار الشمالية الوسطى، فإن كوكب سهيل لا يرى في جميع أدواره سوى في حالة كونه قريبا من غاية ارتفاعه – وقت
الشتاء – فهو عندئذ على خط نصف النهار، ولكن عند أول طلوعه يكون منحرفا عن الجنوب نحو المشرق فإذا جعله الشامي بين عينيه في هذه الحالة يكون مستقبلا للقبلة تقريبا دون ما إذا كان في غاية الارتفاع.
(2) المغرب: في تعبير القدماء يراد به تونس والجزائر، ومراكش وما والاها.
(3) العيوق: كوكب في طرف المجرة الشرقي يتلو كوكبالثريا دائما.
والثريا: مجموعة كواكب على شكل عنقود، وبين العيوق والثريا فاصلة قليلة.
والمقصود من جعل العيوق على اليسار، والثريا على اليمين: جعلهما على يسار الوجه ويمينه، لا يسار البدن ويمينه.