پایگاه تخصصی فقه هنر

الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج1-ص236

(إنى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتيأهل بيتي ” – الحديث (1).

ويمكن عوده إلى الله تعالى، لأن إخبار النبي صلى الله عليه وآله بذلك مستند إلى الوحي الإلهي، لأنه (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) (2) وهو الظاهر من قوله: (وجعلهم قدوة لأولي الالباب) فإن الجاعل ذلك هو الله تعالى، مع جواز أن يراد به النبي صلى الله عليه وآله أيضا، و (الالباب) العقول، وخص ذويهم لأنهم المنتفعون بالعبر، المقتفون لسديد الأثر (صلاة دائمة بدوام الاحقاب) جمع (حقب) بضم الحاء والقاف، وهو الدهر، ومنه قوله تعالى: (أو أمضي حقبا) (3) أي دائمة بدوام الدهور.

وأما (الحقب) بضم الحاء وسكون القاف – وهو ثمانون سنة – فجمعه (حقاب) بالكسر، مثل قف وقفاف (4) نص عليه الجوهري.

(أما بعد) الحمد والصلاة، و (أما) كلمة فيها معنى الشرط

(1) الحديث متواتر بين الفريقين راجع صحيح مسلم الجزء 7.

ص 122.

وسنن الترمذي الجزء 2.

ص 307.

ومسند أحمد الجزء 3.

ص 14 – 17 و 26 / 59 و 4 / 366 و 371 و 5 / 182 و 189 ولزيادة التفصيل راجع كتاب حديث الثقلين الصادر من دار التقريب القاهرة.

(2) سورة النجم: الآية 53.

(3) الكهف: الآية 61.

(4) القفاف: ما ارتفع من الأرض، أو الظاهر من كل شئ.