الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج1-ص160
الشهيد الثاني) نجم لامع في سماء (الفقه الاسلامي)، وكانت حياته حياة طيبة مثمرة آتت ثمرات طيبة في الفقه وعلوم الشريعة، فقد قدر للشهيد الثاني أن يخلف بعده تراثا فقهيا، وثروة فكرية ضخمة تداولها من بعده الفقهاء بالتدريس والتحقيق والبحث.
كما أتيح له أن يرتبط ارتباطا وثيقا بسائر المذاهب الاسلامية الفقهية ويقرأ الفقه والدراسات العقائدية على مختلف المذاهب الاسلامية.
فكان يدرس الفقه في (بعلبك) على المذاهب الخمسة، ويستعرض رأي كل مذهب من المذاهب الخمسة، ويشفعه بما يستدل له، ثم يقارن فيما بينها وثقافة (الشهيد الثاني) الفقهية كانت نتيجة لتلاقح المدارس الفقهية الاسلامية في ذهنه مع المحافظة على استقلال أصول (الفقه الشيعي) في الاجتهاد والاستنباط.
وهذه ظاهرة فذة في (ثقافة الشهيد) الفقهية، تجتمع فيه سعة الذهنية الفقهية التي تتسع لأكثر من مذهب ومدرسة، وطابع الاستقلال في الاستدلال، والاجتهاد عن المذاهب الأخرى.
ولم تقتصر (ثقافة الشهيد) من جانب آخر على الفقه، فقد درس (الهيئة) و (الطب) و (الرياضيات) و (الأدب) و (الفلسفة) وفنونا أخرى من العلم دراسة واعية مستوعبة، ودرس منها كما كتبفي جملة منها.