الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج1-ص90
وفي غالب الظن أنه تلقى من أستاذه الصائغ مبادئ في الرياضيات والعلوم العقلية، كما تلقى من أبيه مبادئ في العربية والفقه.
هاجر الشهيد الأول إلى (الحلة) من (جزين) بجبل عامل وهو بعد لم يتجاوز السابع عشرة من عمره، فقد أجازه (فخر المحققين) بداره بالحلة أن يروي عنه بتاريخ 20 شعبان سنة 751 ه، وإذا علمنا أن ولادة الشهيد كانت في سنة 734 ه، علمنا أن بداية اتصال الشهيد به كانت قبل أن يبلغ السابع عشرة من عمره و (الحلة) كانت يومها مركزا كبيرا من مراكز الحركة العقلية في الاوساط الاسلامية الشيعية، تؤمها البعثات العلمية من مختلف أجزاء (الوطن الاسلامي) ولا سيما (البلدان الشيعية).
وكانت تحفل في وقته برجال كبار من علماء الشيعة أمثال (العلامة الحلي) وولده (فخر المحققين) و (ابن نما) و (ابن أبي الفوارس) وغيرهم ممن تعرف قسما منهم في مشيخة الشهيد فيما يأتي من حديث.
وتوسعت (الحلة) وزادت أهميتها واتجهت الانظار إليها أكثر من ذي قبل بعد ما أصيبت (بغداد) بنكبة (المغول) وشردوا أهلها وأمعنوا في التدمير والخراب (1)، فهاجر العلماء من بغداد إلى الحلة
(1) قال مؤلف تاريخ العراق بين احتلالين: وأثناء حصار بغداد كان قد أتى نفر من العلويين وأعاظم أهل الحلة وعلمائها فالتمسوا أمانا من هولاكو فأرسل إليهم (بوكله) وأمير نجلى النخجواني، وأرسل في أثرهم بوقاتيمور وهو أخ أولجاي خاتون = (