الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج1-ص54
ي القرن الخامس الهجري انتقلت المدرسة من (قم والري) إلى (بغداد) حاضرة العالم الاسلامي عامة.
وكان لهذا الانتقال أسباب عديدة: (الأول) ضعف جهاز الحكم العباسي، حيث ضعفت سيطرتهم في هذه القترة، ودب الانحلال في كيان الجهاز، فلم يجد الجهازالقوة الكافية لملاحقة (الشيعة) والضغط عليهم، كما كان.
(المنصور والرشيد والمتوكل والمعتصم) وأضرابهم من الخلفاء العباسيين فوجد (فقهاء الشيعة) مجالا للظهور ونشر (الفقه الشيعي)، وممارسة البحث الفقهي بصورة علنية.
(الثاني): ظهور شخصيات فقهية من بيوتات كبيرة.
(كالشيخ المفيد والسيد المرتضى) فقد كان هؤلاء يستغلون مكانة بيوتهم الاجتماعية، ومكاناتهم السياسية في نشر (الفقه الشيعي) وتطوير (دراسة الفقه).
(الثالث): توسع المدرسة وتضخمها مما أدى إلى احتلال (بغداد حاضرة العالم الاسلامي) في ذلك الوقت، وقد كانت هذه البيئة الجديدة صالحة لتقبل هذه المدرسة، وتطويرها وخدمتها.
فهي مركز ثقافي كبير من مراكز الحركة العقلية في العالم الاسلامي يقطنها الآلاف من الفقهاء والمحدثين، وتنشر في آلاف المدارس والمكاتب