جامع المقاصد فی شرح القواعد-ج1-ص475
[ ما لم يضربه في الحال ، فلا يجب وإن قصر عن ثمن المثل .
ولو لم يجد الثمن فهو فاقد ، ] قادرا دفعا للضرر ، نص عليه في الذكرى ( 1 ) وغيرها ( 2 ) .
والمراد بثمن المثل : ما يقتضيه الزمان والمكان لا أجرة تحصيل الماء ونقله ، لأنهمتقوم بنفسه .
ولو بذل بثمن غير مجحف إلى أجل يقدر عليه عند الحلول فقد صرحوا بالوجوب ، لأن له سبيلا إلى تحصيل الماء .
ويشكل بأن شغل الذمة بالدين الموجب للمذلة مع عدم الوثوق بالوفاء وقت الحلول ، وتعريض نفسه لضرر المطالبة ، وإمكان عروض الموت له مشغول الذمة ضرر عظيم ، ونمنع وجود السبيل إلى الماء ، إذ المراد به ما لا ضرر فيه .
وفي حكمه الاقتراض للشراء .
وتقدم النفقة على شراء ماء الطهارة ، أما الدين ففيه نظر يعرف مما تقدم .
قوله : ( ما لم يضر به في الحال ، فلا يجب وإن قصر عن ثمن المثل ) .
المتبادر من ( الحال ) هو الزمان الحاضر ، وينبغي أن يراد به حاله ، أي حال نفسه ، فيجعل اللام عوضا عن المضاف إليه ليعم الضرر الحاضر والمتوقع ، باعتبار الاحتياج إلى المال المبذول للماء في مستقبل الزمان ، حيث لا يتجدد مال عادة ، فإنه لا يجب الشراء في الموضعين ، لأنا سوغنا ترك استعمال الماء لحاجته في الشرب ، فترك بذله أولى ، فيكون حينئذ موافقا لما ذكره المصنف في التذكرة ( 3 ) وغيره ( 4 ) .
ولو جود بعض الماء فالقول في شراء الباقي كما سبق ، ولو أمكن الاكتسابلتحصيل ثمن الماء وجب ، لأن الواجب المطلق يجب تحصيل شرطه بحسب المقدور .
قوله : ( ولو لم يجد الثمن فهو فاقد ) .
وكذا لو وجده ووجد الماء وامتنع مالكه من بذله بعوض وغيره ، ولا يجوز مكابرته عليه لانتفاء الضرورة ، بخلاف الطعام في المجاعة .
( 1 ) الذكرى : 22 .
( 2 ) البيان : 33 .
( 3 ) التذكرة 1 : 63 .
( 4 ) منهم : الشهيد في الذكرى : 22 .