جامع المقاصد فی شرح القواعد-ج1-ص33
كتب الشاه طهماسب بخطه في جملة ما كتبه في ترقية هذا المولى المنيف .
بسم الله الرحمن الرحيم چون از موداى .
( حيث أنه يبدو ويتضح من الحديث الصحيح النسبة إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) انظروا إلى من كانمنكم ، قد روى حديثنا ، ونظر في حلالنا وحرامنا ، وعرف أحكامنا ، فارضوا به حكما فإني قد جعلته حاكما ، فإذا حكم بحكم فمن لم يقبله منه فإنما بحكم الله استخف وعلينا رد ، وهو راد على الله وهو على حد الشرك ، واضح أن مخالفة حكم المجتهدين ، الحافظين لشرع سيد المرسلين ، هو والشرك في درجة واحدة .
لذلك فإن كل من يخالف حكم خاتم المجتهدين ، ووارث علوم سيد المرسلين ، نائب الأئمة المعصومين ، لا زال اسمه العلي عليا عاليا ، ولا يتابعه ، فإنه لا محالة ملعون مردود ، وعن مهبط الملائكة مطرود ، وسيؤاخذ بالتأديبات البليغة والتدبيرات العظيمة ) كتبه طهماسب بن شاه إسماعيل الصفوي الموسوي ( 1 ) .
وقال حسن بك روملو في تأريخه : ( لم يسع أحد بعد الخواجة نصير الدين الطوسي مثل ما سعى الشيخ على الكركي هذا ، في إعلاء أعلام المذهب الجعفري ، وترويج دين الحق الاثنى عشري ، وكان له في منع الفجرة والفسقة وزجرهم ، وقلع قوانين المبتدعة بأسرهم ، وفي إزالة الفجور والمنكرات ، وإراقة الخمور والمسكرات ، وإجراء الحدود والتعزيرات ، وإقامة الفرائض والواجبات ، والمحافظة على أوقات الجمعات والجماعات ، وبيان مسائل الصلوات والعبادات ، وتعهدأموال الأئمة والمؤذنين ، ودفع شرور الظالمين والمفسدين ، وزجر المرتكبين الفسوق والعصيان ، وردع المتبعين لخطوات الشيطان ، مساع بليغة ، ومراقبة شديدة ، وكان يرغب عامة الناس في تعلم شرائع الدين ، ومراسم الاسلام ويحثهم على ذلك بطريق الالتزام ) ( 2 ) .
فالمحقق الكركي يعتبر باعث النهضة الشيعية في إيران ، ومجدد المذهب وواضع الاسس الشرعية الدستورية لدولة الصفويين .
( 1 ) الفوائد الرضوية : 305 ، روضات الجنات 4 : 362 – 363 ، وتاريخ كرك نوح : 91 .
( 2 ) أحسن التواريخ : 190 ، وتأريخ كرك نوح : 91 .