پایگاه تخصصی فقه هنر

جامع المقاصد فی شرح القواعد-ج1-ص24

وكانت حلقة الاتصال بالدور السابق هي كتابه ( جامع المقاصد ) الذيشرح فيه قواعد العلامة الحلي ، وقد كان بعمله هذا رابطا – بحق – بين عصرين من عصور تطور الفقه الشيعي .

وكان فقه المحقق الكركي في القرن العاشر الهجري هو الفقه السائد في الاوساط الشيعية ، لقوة استدلاله ومبانيه العلمية ، واستدلالاته في الفقه .

فكان يناقش آراء السابقين بمتانة خاصة بعد ذكر آرائهم ودلائلهم وبراهينهم ، ومن ثم يفندها بأسلوب أجود وأمتن وأدق ، مع أن طريقة الاستدلال لم تكن قوية إلى هذا الحد قبل زمانه .

علما بأنه قد بحث في أمور لم يعر لها السابقون أي أهمية تذكر ، كحدود اختيارات الفقيه ، وصلاة الجمعة ، والخراج ، والمقاسمة ، وذلك لاحتياج الدولة الشيعية الحاكمة في إيران خلال تلك الفترة ، ولابتلاء الناس بهذه المسائل ، وقد بحثها المحقق الكركي مفصلا في ( جامع المقاصد ) .

وقد تأثر أكثر الفقهاء بمدرسته العلمية واستدلالاته القوية ، وأهمهم حسين بن عبد الصمد العاملي ( 984 ) مؤلف العقد الطهماسبي ، وعبد العالي بن علي ابن عبد العالي الكركي المتوفى ( 993 ) مؤلف شرح الارشاد ، وبهاء الدين محمد بنحسين العاملي ( 1031 ) .

والميرداماد الاسترابادي ( 1040 ) .

وسلطان العلماء المرعشي ( 1064 ) .

وآقا حسين الخوانساري مؤلف مشارق الشموس ( 1098 ) .

ومن القمم الشامخة في هذه الفترة المقدس الأردبيلي أحمد بن محمد المتوفي سنة 993 ه‍ مؤلف كتاب ( مجمع الفائدة والبرهان ) وهو شرح لكتاب العلامة الحلي ( إرشاد الأذهان ) .

وكانت له طريقته الخاصة في الاستدلال الفقهي ، فقد كان قدس سره يعتمد في استدلاله على الفكر والاجتهاد التحليلي من دون نظر إلى آراء بقية العلماء .

ومع أنه لم يكن ذا تجديد خاص به لكن كانت له طريقته الخاصة .

وكان لمدرسته أتباع مشاهير ، ومن أهمهم : محمد بن علي الموسوي العاملي ( 1009 ) مؤلف ( مدارك الأحكام ) .