جامع المقاصد فی شرح القواعد-ج1-ص24
واتصل محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة – ثم رجع لمكة المكرمة ، ثم عاد للعراق مرة ثانية سنة 195 ه زمان خلافة محمد الامين ، ثم عاد للحجاز ، وفي سنة 198 ه قدم العراق مرة ثالثة ، ومنه سار إلى مصر ونزل بالفسطاط ولم يزل بها حتى مات سنة 204 ه ( 1 ) .
ومن أشهر تلاميذ الشافعي أبو ثور وأحمد بن حنبل والحسن الزعفرانيوالحسين الكرابيسي وأحمد بن يحيى البغدادي .
قال الدهلوي : جاء الإمام الشافعي في أوائل ظهور مذهبي الإمام أبي حنيفة ، والامام مالك ، وترتيب أصولها وفروعها ، فنظر في صنيع الاوائل ، فلم يأخذ ببعض ما أخذوا به كالحديث المرسل ، وكمل بعض النواقص الموجودة في تلك المذاهب حسب اعتقاده – فوضع أصولا ، وقواعد دونها في كتاب يعتبر أول تدوين وصلنا في أصول الفقه ، وعمل بالاحاديث التي لم تبلغ من قبله ، أولم تصح في نظرهم ، فاجتهدوا بآرائهم أو اتبعوا العمومات ، أو اقتدوا ببعض الصحابة ، أو ظهرت بعد الأئمة ، وتركها الاتباع ، ظنوا عدم أخذ الإمام بها ، وترك شيوخ أهل البلد إياها علة قادحة فيها ، وترك بعض أقوال بعض الصحابة لكونه مخالفا للحديث ، وأبطل العمل بالرأي الذي هو بمعنى نصب مظنة الحرج ، أو مظنة المصلحة علة للحكم والذي اختلط بالقياس الذي يجيزه الشرع ( 2 ) .
وطريقة الشافعي في الاستنباط أن يأخذ بظواهر القرآن إلا إذا قام الدليل على عدم إرادة ظاهرها ، وبعده بالسنة ، وكان يعمل بخبر الواحد الثقة الضابط ولولم يكن مشهورا خلافا للحنفية ، ولا موافقا لعمل أهل المدينة خلافا لمالك ، ثم يعمل بعد ذلك بالاجماع وعدم الخلاف ، ثم بعد ذلك يعمل بالقياس إذا كانت علته منضبطة .
ورد أشد الرد على عمل الحنفية بالاستحسان ، وألف فيه كتابا سماه
( 1 ) أدوار علم الفقه : 157 ( 2 ) حجة الله البالغة ، للدهلوي 1 : 304 .