جامع المقاصد فی شرح القواعد-ج1-ص23
كتاب ( النوازل ) لأبي ليث السمرقندي المتوفى سنة 376 ه ( 1 ) .
وقد كان لأبي حنيفة تلاميذ شاع ذكرهم وولوا لبني العباس القضاء ، فخدموا مذهب استاذهم بما استطاعوا من نفوذ .
وأشهر تلاميذه هم : أبو يوسف مؤلف كتاب ( الخراج ) الذي تناول فيه الدستور المالي للدولة الاسلامية فقها مجردا .
وكذلك محمد بن الحسن الشيباني ، له كتب ستة ، جمع فيها مسائل الأصول في مذهب إمامه ، وهي : المبسوط ( الأصل ) والجامع الصغير ، والجامع الكبير والزيادات والسير الصغير والسير الكبير ، وهذه الكتب سميت بكتب ظاهر الرواية لأنها رويت عنه برواية الثقات ، وقد جمع هذه الكتب الستة الحاكم الشهيد في كتاب أسماه ( الكافي ) وشرحه السرخسي في كتابه المبسوط ، كما جمع الحاكم الشهيد أيضا كتب النوادر لمحمد بن الحسن في كتاب واحد سماه ( المنتقى ) ( 2 ) .
وكانت هناك منافرة شديدة بين أبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني .
وثالثهم : زفر بن الهذيل الكوفي .
ورابعهم الحسن اللؤلؤي الكوفي ، وكان هؤلاء الأربعة نسبتهم لأبي حنيفة نسبة التلاميذ لأستاذهم ، لا نسبة المقلدين إلى مرجعهم ، لاستقلالهم بما به يفتون ، وقد يخالفونه في الفتوى .
المذهب الشافعي : ينتسب إلى أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بنعثمان بن شافع وإليه ينسب الشافعي .
ولد بغزة سنة 150 ه ، وتوفي بمصر سنة 204 ه ، وتلمذ على مالك صاحب الموطأ وعلى إبراهيم بن محمد بن يحيى المديني تلميذ الإمام الصادق ( عليه السلام ) وأكثر الشافعي من الرواية عنه ، ثم ذهب لليمن وقد بلغ سن الثلاثين للقيام بعمل يساعده على دهره ، واتهم هناك بالتشيع فأمر هارون الرشيد بحمله إليه سنة 184 ه ، وجئ به للرشيد وهو بمدينة الرقة ، وبعد ذا أمر بإطلاقه
( 1 ) أدوار علم الفقه : 144 .
( 2 ) مناهج الاجتهاد في الاسلام : 36 – 37 (