پایگاه تخصصی فقه هنر

جامع المقاصد فی شرح القواعد-ج1-ص21

وتتلمذ أيضا على الإمام جعفر الصادق ، وعلى أبيه الإمام محمد الباقر عليهما السلام ، وعلى زيد بن علي ، وقد أكثر تلميذاه أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني من الرواية عن الصادق ( عليه السلام ) في مسنديهما لأبي حنيفة ( 1 ) .

وكان أبو حنيفة معتزا بالسنتين اللتين درس فيهما على الإمام الصادق ( عليه السلام ) وقد عبر عنهما بقوله : ( لولا السنتان لهلك النعمان ) .

وكانت طريقة أبي حنيفة في الاستنباط الأحكام الشرعية على ما نقل عنه من الأخذ بكتاب الله فإذا لم يجد فيه أخذ بسنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المتواترة .

أو ما اتفق علماء الامصار على العمل بها ، أو ما رواها صحابي أمام جمع منهم ولم يخالف فيها أحد ، فإذا لم يجد ذلك أخذ بإجماع الصحابة ، فإذا لم يجد ذلك اجتهد وعمل بالقياس ، فإذا قبح القياس عمل بالاستحسان .

وكان تشدده في عدم العمل بالسنة سببا في كثرة أخذه بالقياس والاستحسان والاجتهادبالرأي ( 2 ) .

وقد اشتهر قول الصادق ( عليه السلام ) في رد القياس ونفيه عن أن يكون مصدرا من مصادر التشريع ( إن دين الله لا يصاب بالعقول ، وإن أول من قاس إبليس قال : أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) .

ونتيجة لذلك المنهج الفقهي فقد حدثت بين أبي حنيفة وبين علماء عصره منازعات ، ومن ذلك ما حدث من وحشة ونفرة بين أبي حنيفة وبين عظماء فقهاء أهل الكوفة ، كسفيان بن سعيد الثوري المتوفى سنة 161 ه‍ ، لأن أبا حنيفة من أهل الرأي وسفيان من أئمة الحديث ، وشريك بن عبد الله النخعي قاضي الكوفة المتوفي سنة 177 ه‍ ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى المتوفى سنة 148 ه‍ ، وكان من أصحاب الرأي وهو الذي يقول الثوري فيه وفي ابن شبرمة ( فقهاؤنا ابن أبي ليلى وابن شبرمة ) .

( 1 ) أدوار علم الفقه : 142 .

( 2 ) نفس المصدر : 142 .