جامع المقاصد فی شرح القواعد-ج1-ص18
وجماعة بالموصل ، وقد انقرض مذهبه بعد فترة وجيزة .
المذهب الظاهري : وهو مذهب داود بن علي بن خلف الاصفهاني المعروف بالظاهري ، ولد بالكوفة سنة 202 ه ونال رئاسة العلم في بغداد وكان شافعيا في أول أمره ثم استقل بمذهب خاص ، وانتقل سنة 223 ه إلى نيسابور ثم رجع منها إلى بغداد ، وتوفى فيها سنة 270 ه .
وقد اتخذ لنفسه مذهبا خاصا وهو العمل بظاهر الكتاب والسنة ما لم يقم دليل على خلافهما ، وكان لا يرى البحث عن علل الأحكام ، وإن لم يجد نصا عمل بإجماع الصحابة أو إجماع العلماء .
وقد أبعد عن استنباطاته القياس والاستحسان والتقليد والرأي ، وادعى أن في عمومات النصوص من الكتاب والسنة ما يكفي لكل سؤال .
ويقول ابن فرحون المتوفى سنة 799 ه ، عن المذهب الظاهري ومؤسسه داود بن علي : إن داود بن علي المتوفى سنة 270 ه كثر أتباعه ، وانتشر مذهبه ببلاد بغداد وبلاد فارس ، وأخذ به قليلون من أهل افريقية وأهل الاندلس ، وهو ضعيف الآن أي في عصر ابن فرحون – .
ويقول ابن خلدون المتوفى سنة 808 : إن مذهب أهل الظاهر قد اندرس اليوم بدروس أئمته ، وإنكار الجمهور على منتحليه ، ولم يبق إلا في الكتب المجلدة ، وربما عكف عليها كثير من الطالبين الذين تكلفوا انتحال هذا المذهب ليأخذوا منه مذهبهم وفقههم ، فلا يظفرون بطائل ، ولا ينالون إلا مخالفه الجمهور وإنكارهم عليهم ، وربما عدوا مبتدعين بنقلهم العلم من الكتب من غير مفتاح المعلمين .
وقد فعل ذلك ابن حزم بالأندلس على علو مرتبته في حفظ الحديث ، وصار إلى مذهب أهل الظاهر ، ومهر فيه باجتهاد زعمه ، وخالف إمامهم داود ، وتعرض للكثير من أئمة المسلمين ، فنقم لذلك الناس عليه ، وأوسعوا مذهبه استهجانا وإنكارا ، وتلقوا كتبه بالإغفال والترك ، حتى أنه ليحظر بيعها بالاسواق ، وربما مزقت في بعض الاحيان .
وهذا الطبري أبو جعفر محمد بن جرير المتوفى سنة 310 أخذ الفقه عن