جامع المقاصد فی شرح القواعد-ج1-ص14
من آثار التدوين : كان من الآثار المهمة للتدوين أن حفظت أقوال الفقهاء وآراؤهم ومناهجهم في الاستنباط ، وتوارثها تلامذتهم وأتباعهم خلفا عن سلف ، فكان أن ظهرت المذاهب الطويلة الامد ، بعد أن كان المذهب الفقهي يموت بموت مؤسسة .
من تأريخ المذاهب : كانت كلمة الفقيه في القرن الأول الهجري تعني العالم بسائر الأحكام من أصولية وتعبدية وأخلاقية وعملية ، وكان المفروض في الفقيه أن يكون حافظا لآيات من القران الكريم ، يعرف ناسخها ومنسوخها ومتشابهها ومحكمها والمراد منها .
وكانت التسمية الشائعة للفقهاء هي كلمة القراء أي يقرؤون القرآن الكريم ويعرفون معانيه باعتبار تميزهم عن عامة الناس ، ولما نما علم الفقهواستقل بنفسه أبدل هذا الاسم ب ( الفقهاء ) .
وقد كتبت في هذا الدور الأحكام الشرعية و سميت تلك الكتب الصحائف : منها ما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بكتابته بعد هجرته إلى المدينة مثل أحكام الزكاة وما تجب فيه ومقادير ذلك ، وقد كتبت في صحيفتين .
ومنها ما أعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى عمرو بن حزم لما ولاه اليمن حيث كتب له أحكام الفرائض والصدقات والديات وغير ذلك .
ومنها ما أعطاه لعبد الله بن حكيم من الكتاب الذي فيه أحكام الحيوانات الميتة .
ومنها ما دفعه الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله ) إلى وائل بن حجر عندما أراد الرجوع إلى بلاده ( حضرموت ) من الكتاب الذي فيه أحكام الصلاة والصوم والربا والخمر وغيرها .