جامع المقاصد فی شرح القواعد-ج1-ص13
الغرض المتوخى من التدوين لم تكن الغاية من التدوين منحصرة في سبب واحد ، وإنما تجمعت عدة أسباب اضطرت المسلمين إلى تدوين علومهم جملة ، ومنها علم الفقه .
ومن هذه الأسباب : 1 – كانت العرب أمة تقل فيها الكتابة والقراءة ، وكانوا يعتمدون على حافظتهم في خزن ما يريدون نقله إلى أخلافهم .
ولما استبحر بهم العمران ، واختلطوا بالأمم الأخرى التي دخلت في الاسلام ، واتسعت العلوم إلى حد لا يمكن معه الاعتماد على الذاكرة في استيعاب فنونها المتشعبة .
لذلك دونوا ما حفظوه في الصدور من العلوم الاسلامية ، لئلا يضيع ويذهب بذهاب أهله .
2 – ترتيب المسائل ترتيبا منسقا من غير تصرف في العبارات ، وحفظ كل كلام بنصه .
3 – تدوين اختلاف الفقهاء من الصحابة والتابعين .
4 – العناية بآيات الأحكام ، وبيان أقوال العلماء والمجتهدين فيها ، والعناية بأحاديث الأحكام والسير في شرح هذه الآيات ومعرفة المراد بها .
5 – تدوين القواعد الكلية وأصول المسائل التي يبنى عليها التفريع في المذاهب المختلفة .
6 – تدوين فتاوى مفت معين أو مفتين معروفين في إقليم من أقاليم الدولة الكبيرة .
7 – الانتصار لرأي معين والرد على من خالفه ، كرد محمد على أهل المدينة ، ورد الشافعي على محمد بن الحسن .
8 – الجمع بين المسائل المتشابهة المختلفة الأحكام ، وبيان ما بينها من فروقدقيقة دعت إلى اختلاف أحكامها .