پایگاه تخصصی فقه هنر

جامع المقاصد فی شرح القواعد-ج1-ص10

وكان من جراء ذلك أن شدد الجهاز الحاكم على الإمام الصادق عليه السلام ، وراقبه مراقبة شديدة ، للحد من نشاطه وإيقاف المد الساري نحوه من قبل الفقهاء والعلماء والناس عامة للانتهال من نمير علمه الفياض ، ولكن التيار أخذ طريقه ، واكترع العلماء من ذلك المنهل الصافي رغم تشديد السلطة .

وكان طلاب العلم يتحينون الفرص للوصول إلى الإمام عليه السلام ، وخوفا من عيون الخلفاء كانوا يقصدونه ليلا ، ومع كل ذلك سار الفقه الشيعي شوطا واسعا ، وترك لنا التاريخ تراثا عظيما من ذلك الفكر الثابت .

وقد ضبط الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في آخر الفائدة الرابعة من الوسائل ( 1 ) من الكتب المصنفة خلال حياة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ( ستة آلاف وستمائة كتاب ) .

كما ويجب أن لا ننسى أن دور الفقهاء أنفسهم بإعطاء الزخم المعنوي والفكر الثقافي ، وإمدادهم بما يجود به فكرهم الصائب من إرشادات قيمة كان عاملا حساسا وهاما في تقدم تلك المدرسة .

ولأصحاب الأئمة آراء كثيرة تعارض أقوال الأصحاب الآخرين ، ومعذلك فلم يطعن عليهم أي أحد .

واعتمد الشيعة في اجتهادهم على الاستدلال المنطقي والتحليل العقلي في إطار القرآن والسنة .

وقد اعتمد الكثير من أصحاب الأئمة عليهم السلام على الاستدلال العقلي ، واتهموا بذلك أنهم يعملون بالقياس ، منهم : الفضل بن شاذان النيشابوري القمي المتوفى سنة 260 ه‍ ، المتكلم الشيعي المعروف ومؤلف كتاب الايضاح وآراؤه معتبرة ومورد بحث في الطلاق والارث ومسائل متفرقة أخرى ( 2 ) ومنهم : يونس بن عبد الرحمن الذي تعد نظراته في مباحث خلل الصلاة والزكاة والنكاح والارث مورد الاعتماد ( 3 ) وزرارة بن أعين وجميل بن دراج من أخص صحابة الإمام الصادق

( 1 ) وسائل الشيعة 20 : 49 .

( 2 ) الكافي 6 : 93 ، و 7 : 88 ، 90 ، 95 ، 116 .

( 3 ) الكافي 7 : 83 ، 84 ، 115 ، 121 ، 125 .