پایگاه تخصصی فقه هنر

جامع المقاصد فی شرح القواعد-ج1-ص3

وقد ظهر كما قلنا أكثر من خمسين مذهبا كل له إمامه المجتهد الخاص به ، ثم عملت السلطة على حصر المذاهب في أربعة مختارة هي : الحنفي والشافعي والمالكي ، والحنبلي ، وبدأ بذلك طور التقليد .

طور التقليد : يتحدد هذا الطور بأوائل القرن الرابع الهجري حيث انسد باب الاجتهاد عند أهل السنة ، ولم ير مجتهد بعد محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 ه‍ ، وقد اختفى في هذا الطور – تقريبا – ظهور أئمة مجتهدين مستقلين معترف لهم بذلك من الرأي العام الفقهي .

على أنه لم يخل ممن ادعى الاجتهاد المطلق ، فهذا عبد الوهاب السبكي صاحب الجوامع والطبقات يكتب في ورقه لنائب الشام : ( أنا اليوم مجتهد الدنيا على الإطلاق ، ولا يقدر أحد يرد على هذه الكلمة ) ( 1 ) .

وكثر في هذا الطور المجتهدون المنتسبون ، وهم الذين اجتهدوا في حدود المذهب الذي يتبعونه .

ومن هؤلاء عند الحنفية : أبو جعفر الطحاوي المتوفى 321 ه‍ ، والجصاص المتوفى 370 ه‍ ، وشمس الأئمة السرخسي المتوفى 483 ه‍ .

ومنهم عند الشافعية : القفال الكبير الشاشي المتوفى 507 ه‍ ، وإمام الحرمين المتوفى 478 ه‍ ، والرافعي المتوفى 623 ه‍ ، والغزالي المتوفي 505 ه‍ ، والنووي المتوفى 676 ه‍ .

ومنهم عند المالكية : ابن أبي زيد القيرواني المتوفى 386 ه‍ ، وابن رشد المتوفى 520 ه‍ ، واللخمي المتوفى 478 ه‍ .

ومنهم عند الحنابلة : أبو بكر الخلال المتوفى 311 ه‍ ، وموفق الدين بن قدامة المتوفى 620 ه‍ ، وابن القيم المتوفى 751 ه‍ .

( 1 ) موسوعة جمال 1 : 37 .