الدروس الشرعیة فی فقه الامامیة-ج1-ص29
في بحث علمي ما لم يشمل التجديد والتطور أبعاد الحديث جميعا .
وتوفر للشهيد رحمه الله فوق ذلك نبوغ شخصي ينبع من نفسه وأساتذة محققين كبار بالواسطة ، وأتيح له كذلك أن يتصل بكبار علماء السنة ومحققيهم ، وأن يلقح بين ثقافته الخاصة التي تلقاها في الحلة ، وبين الثقافة السنية .
ولئن كان الشهيد لم يمزج الفقه الشيعي بالفقه السني – فيما وجدنا من آثار – لكن هذا التلاقح أفاده كثيرا في توسيع فكره وتمكينه من التجدد والتطوير .
ومهما يكن من أمر فقد قدر للشهيد الأول رحمه الله أن يطوف من مناهج البحث الفقهي ، ويزيد فيها ويوسع من أطارها ، وينقح من مبانيها ويزيدهاجلالا وروعة ، وينظم أبوابها ومسائلها ، ويحيط بأحكامها وفروعها ، ويصوغها صياغة جديدة ، وأن يرفع بكتبه إلى مستوى المرجعية في التأليف والبحث والدراسة .
وفيما يلي نستعرض بعض آثار الشهيد رحمه الله : آثاره الفقهية : 1 – ( اللمعة الدمشقية ) : رسالة فقهية جليلة ، جمع فيها ( الشهيد ) أبواب الفقه ، ولخص فيها أحكامه ومسائله وكتبها الشهيد جوابا لرسالة حاكم خراسان ( علي بن مؤيد ) التي كان يطلب إليه فيها أن يقدم عليهم بخراسان ، ليكون مرجعا ( للشيعة ) هناك .
ولما كانت الأجواء السياسية لا تسمح له بمغادرته ( دمشق ) اعتذر له عن مجيئه وعوضه عن قدومه برسالة فقهية يجمع فيها أبواب الفقه باختصار ليكون مرجعا ( للشيعة ) هناك فيما يعرض لهم من المسائل الفقهية .