پایگاه تخصصی فقه هنر

تحریرالاحکام (ط ج)-ج3-ص213

شركة العنان ، وهي شركة الصحيحة ، وهي أن يخرج كل من المشتركين مالا ويمزجاه مزجا يرتفع معه التميز ، سميت بذلك لتساويهما في التصرف كالفارسين إذا تساويا في السير ، فإن عنانيهما يكونان سواء .

وقال الفراء : هي مأخوذة من ” عن الشئ ” : إذا عرض ، يقال عنت لي حاجة : إذا عرضت وسميت بذلك ، لأن كل واحد عن له شركة صاحبه ، وقيل : من المعاننة ( 1 ) يقال : عاننت فلانا : إذا عارضته بمثل ماله وفعاله ، وكل من الشريكين عارض صاحبه بمثل ماله وفعاله ( 2 ) .

وشركة المفاوضة : وهي أن يكون مالهما من كل شئ يملكانه بينهما ، وهي باطلة ، سواء كانا مسلمين أو لا ، وسواء كان مالهما في الشركة ، أو لا ، وسواء أخرجا جميع ما يملكانه من جنس مال الشركة ، وهو الدراهم والدنانير ، أو لا .

وشركة الأبدان : وهي أن يشترك الصانعان فيما يحصل به من كسب عملهما ، وهي باطلة عندنا ، سواء كانت في الاحتطاب والاحتشاش والاغتنام ، أو في غيرها وسواء اتفقت الصنعتان ، أو اختلفتا ، بل يأخذ كل من الصانعين أجرة عمله بانفراده ، ولو لم يتميز العمل بأن يستأجرهما لخياطة الثوب ، فيفعل كل منهما فيه شيئا غير معلوم اصطلحا في الأجرة .


1.قال الشيخ في المبسوط : 2 / 347 : وهذا أصلح ما قيل فيه .

2.قال في الحدائق : 21 / 161 في بيان وجه التسمية أيضا ما هذا نصه : فقيل : من عنان الدابة ، إما لاستواء الشريكين في ولاية الفسخ والتصرف واستحقاق الربح على قدر رأس المال كاستواء طرفي العنان .

وإما لأن لكل واحد منهما أن يمنع الآخر من التصرف كما يشتهي ويريد ، كما يمنع العنان الدابة .

وقيل : من ” عن ” إذا ظهر ، إما لأنه ظهر لكل واحد منهما مال صاحبه ، أو لأنها أظهر أنواع الشركة ، ولهذا أجمع على صحتها ، وقيل : من ” العانة ” وهي المعارضة ، لأن كل واحد منهما عارض بما أخرجه الآخر .