تحریرالاحکام (ط ج)-ج2-ص249
ويحه أما علم أن تارك الطلب لا يستجاب له ، أن قوما من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما نزل
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) (1) أغلقوا الأبواب ، وأقبلوا على العبادة ، وقالوا : قد كفينا ، فبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأرسل إليهم [ فقال : ] (2) ما حملكم على ما صنعتم ؟ فقالوا : يا رسول الله تكفل الله عز وجل بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة ، فقال : إنه من فعل ذلك لم يستجيب الله له ، عليكم بالطلب ، إني لأبغض الرجل فاغرا فاه (3) إلى ربه يقول : ارزقني ، ويترك الطلب (4) .
وقال الصادق ( عليه السلام ) : ” كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول ” (5) .
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” ملعون ملعون من يضيع من يعول ” (6) .
وروي عن الكاظم ( عليه السلام ) أنه قال : ” اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ” (7) .
والأخبار في ذلك كثيرة (8) .
الثاني : ينبغي لمن أراد التجارة أن يتفقه فيها ، ليعرف كيفية الاكتساب ، ويميز صحيح العقد وفاسده ، ويسلم من الربا .
وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يغتدي كل
1. الطلاق : 3 .
2. ما بين المعقوفتين موجود في المصدر .
3. الفغر : الفتح ( أي فاتحا فاه ) لاحظ مجمع البحرين .
4. الفقيه : 3 / 119 برقم 509 ، ولاحظ الوسائل : 12 / 15 ، الباب 5 من أبواب مقدمات التجارة ، الحديث 7 و 8 .
5. الوسائل : 12 / 44 ، الباب 23 من أبواب مقدمات التجارة ، الحديث 8 .
6. الوسائل : 12 / 43 ، الباب 23 من أبواب مقدمات التجارة ، الحديث 7 .
7. الوسائل : 12 / 49 ، الباب 28 من أبواب مقدمات التجارة ، الحديث 2 .
8. لاحظ الوسائل : 12 / 3 – 52 ، الفقيه : 3 / 119 ، والتهذيب : 6 / 321 .