مختلف الشیعة فی أحکام الشریعة-ج8-ص385
بيننا، فاقبل رجل من قريش فقال له – صلى الله عليه وآله -: احكم بيننا، فقال للأعرابي: ما تدعي على رسول الله – صلى الله عليه وآله -؟ فقال: سبعون درهما ثمن ناقة بعتها منه، فقال: ما تقول يا رسول الله؟ قال: قد أوفيته، فقال للأعرابي: ما تقول؟ فقال: لم يوفني، فقال لرسول الله: ألك بينة على انك قد أوفيته؟ قال: لا، فقال للأعرابي: أتحلف انك لم تستوف حقك وتأخذه؟ فقال: نعم، فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله: لأحاكمن هذ الرجل إلى رجل يحكم فينا بحكم الله تعالى، فأتى رسول الله – صلى الله عليه وآله – علي بن أبي طالب – عليه السلام – ومعه الأعرابي، فقال علي – عليه السلام – مالك يا رسول الله؟ فقال: يا أبا الحسن احكم بيني وبين هذا الأعرابي، فقال علي – عليه السلام -: ما تدعي على رسول الله؟ فقال: سبعون درهما ثمن ناقة بعتها منه، فقال: ما تقول يا رسول الله؟ فقال: قد أوفيته ثمنها، فقال علي – عليه السلام – يا أعرابي أصدق رسول الله فيما قال؟ قال: لا ما أوفاني، فأخرج علي – عليه السلام – سيفه فضرب عنقه، فقال رسول الله: لم فعلت ذلك يا علي؟ فقال: يارسول الله نحن نصدقك على أمر الله ونهيه وأمر الجنة والنار والثواب والعقاب ووحي الله تعالى ولا نصدقك في ثمن ناقة هذا الأعرابي، فاني قتلته، لأنه كذبك لما قلت له: أصدق رسول الله فيما قال: فقال: لا ما أوفاني شيئا، فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: أصبت يا علي فلا تعد إلى مثلها، ثم التفت إلى القرشي وكان قد تبعه فقال: هذا حكم الله لا ما حكمت به.
وروت الشيعة أيضا عن ابن جريح، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: خرج رسول الله – صلى الله عليه وآله – من منزل عائشة فاستقبله أعرابي ومعه ناقة فقال: يا محمد أتشتري هذه الناقة؟ فقال النبي – صلى الله عليه وآله -: نعم، بكم تبيعها يا أعرابي؟ فقال: بمائتي درهم، قال النبي – صلى الله عليه وآله -: ناقتك خير من هذا، قال: فما زال النبي – صلى الله عليه وآله – يزيد حتى اشترى الناقة