مختلف الشیعة فی أحکام الشریعة-ج3-ص199
احتج الاولون بوجوه: الأول: إن العادة في عبارات أهل اللغة الابتداء في الذكر بالاهم، وقد قدم الله تعالى في القرآن ذكر الفقراء على المساكين (1)، فلولا أنهم أسوء حالا لكان الأحسن تقديم المساكين.
الثاني: أنه – صلى الله عليه وآله – استعاذ من الفقر وسأل المسكنة.
الثالث: قوله تعالى: ” أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ” (2) وهي تساوي جملة من الحال.
الرابع: إن الفقير مأخوذ من الفقار، فكأنه قد انكسر فقار ظهره لشدة حاجته.
احتج الاخرون بوجوه: الأول: ما رواه أبو بصير في الصحيح قال: قلت لأبي عبد الله – عليه السلام -: قوله الله – عزوجل: ” إنما الصدقات للفقراء والمساكين “، قال: الفقير الذي لا يسأل الناس، والمسكين اجهد منه (3).
الثاني: إن العادة في عبارات أهل اللسان تأكيد الاضعف معنى بالأقوى منه، وأن المؤكد يفيد زيادة على ما يفيده المؤكد، ولا شك أنه يحسن تأكيد الفقير بالمسكين.
فيقال: فقير مسكين دون العكس، فلو لا أن وجود الحاجة في المسكين أقوى لما حسن هذا التأكيد.
الثالث: قوله تعالى: ” أو مسكينا ذا متربة ” (4) معناه: أنه لشدة فقره وحاجته قد الصق بطنه بالتراب لشدة جوعه.
(1) التوبة: 60.
(2) الكهف: 79.
(3) تهذيب الأحكام: ج 4 ص 104 ح 297.
وسائل الشيعة: ب 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح 3 ج 6 ص 144.
(4) البلد: 16.