پایگاه تخصصی فقه هنر

مختلف الشیعة فی أحکام الشریعة-ج1-ص117

وكان الكلب خيرا منه حقا

لأن الكلب طبع أبيه فيه (1) الثانية: إن الملا حسن الكاشاني الذي هو رجل ظريف كان مصاحباللعلامة حين حضوره عند السلطان وجريان المباحثة عنده، فلما تشيع السلطان وتم الأمر توجه الملا حسن إلى السلطان وقال: أريد أن أصلي ركعتين على مذهب الفقهاء الأربعة وركعتين على المذهب الجعفري، واجعل السلطان حاكما بصحة أي الصلاتين.

فقال الملا حسن: أبو حنيفة مع أحد الفقهاء الأربعة يجوز الوضوء بالنبيذ، وكذا يذهب إلى أن الجلد بالدباغة يطهر، وكذا يجوز بدل قراءة الحمد وسورة قراءة آية واحدة حتى إذا كانت بالترجمة، ويجوز السجود على نجاسة الكلب، ويجوز بدل السلام بعد التشهد إخراج ضرطة.

فتوضأ الملا حسن بالنبيذ، ولبس جلد الكلب، ووضع خرء الكلب موضع سجوده وكبر، وبدل قراءة الحمد وسورة قال: دوبرك سبز، بمعنى: مدهامتان، ثم ركع، ثم سجد على خرء الكلب، وأدى الركعة الثانية مثل الأولى، ثم تشهد، وبدل السلام أخرج من دبره ضرطة، وقال: هذه صلاة أهل السنة.

ثم مع كمال الخضوع والخشوع صلى تمام الركعتين على مذهب الشيعة.

فقال السلطان: معلوم أن الأولى ليست صلاة، بل الصلاة الموافقة للعقل هيالثانية (2).

(1) لؤلؤة البحرين: 224 226، مجالس المؤمنين 2 / 571 و 572.

(2) قصص العلماء: 359 و 360.

وحدثت مثل هذه الواقعة قبلها أمام السلطان محمود بن سبكتكين، نقل القاضي ابن خلكان عن عبد الملك الجوني إمام الشافعية المتوفى 478 في كتابه الذي سماه مغيث الحق في اختيار الاحق: أن السلطان محمود كان على مذهب أبي حنيفة، وكان مولعا بعلم الحديث، وكانوا يسمعون الحديث من الشيوخ بين يديه وهو يسمع، وكان يستفسر الأحاديث، فوجد أكثرها موافقا لمذهب الشافعي، فوقع في جله حكة فجمع الفقهاء من الفريقين من مرو، والتمس منهم الكلام في ترجيح أحد