مختلف الشیعة فی أحکام الشریعة-ج1-ص114
زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام، وعندد القبر رأى مناما يدل على أحقية مذهب الامامية، فعرض السلطان ما رآه في المنام على الامراء، فحرضه من كان منهم في مذهب الشيعة على اعتناق هذا المذهب الحق، فصدر الأمر باحضار أئمة الشيعةفطلبوا جمال الدين العلامة وولده فخر المحققين.
فأمر السلطان قاضي القضاة نظام الدين عبد الملك وهو أفضل علماء العامة أن يناظر آية الله العلامة، وهيأ مجلسا عظيما مشحونا بالعلامة والفضلاء من العامة، منهم المولى قطب الدين الشيرازي وعمر الكاتبي القزويني وأحمد بن محمد الكيشي والمتسيد ركن الدين الموصلي.
فناظرهم العلامة وأثبت عليهم بالبراهين العقلية والحجج النقلية بطلان مذاهبهم العامية وحقيقة مذهب الامامية، على وجه تمنوا أن يكونوا جمادا أو شجرا وبهتوا كأنهم التقموا حجرا.
وعند ذلك قال المولى نظام الدين: قوة أدلة حضرة هذا الشيخ في غاية الظهور، إلا أن السلف منا سلكوا طريقا، والخلف لالجام العوام ودفع شق عصا أهل الاسلام سكتوا عن زلل أقدامهم، فبالحري أن لا تهتك أسرارهم ولا يتظاهر باللعن عليهم.
فعدل السلطان والأمراء والعساكر وجم غفير من العلماء والأكابر عن مذهب بقية الطوائف واعتنقوا مذهب الحق الشيعة الذي يأخذ أحكامه عن الأئمة عليهم السلام عن علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن اللهعز وجل.
وأمر السلطان في تمام ممالكه بتغيير الخطبة واسقاط اسامي الثلاثة عنها وبذكر اسامي أمير المؤمنين وسائر الأئمة عليهم السلام على المنابر، وبذكر حي على خير العلم في الأذان، وبتغيير السكة وحذف أسماء الثلاثة منها ونقش الاسامي المباركة عليها (1).
(1) مجالس المؤمنين 2 / 356 361 نقلا عن تاريخ الحافظ الآبرو، تحفة العالم 1 / 176، خاتمة