پایگاه تخصصی فقه هنر

قواعدالاحکام-ج1-ص142

يا مولانا، هل يمكن أن يعجب العلامة الحلي بكثير من القواعد الاصولية والاستنباطات الفقهية المذكورة في كتب العامة ويدخلها في كتبه وهو في غفلة عن ابتنائها على قواعد مخالفة لما هو من ضروريات مذهب الطائفة الحقة؟! مولانا، ومن هو العلامة حتى يغفل مثل هذه الغفلة التي لا يغفل عنها أقل العلماءرتبة؟! مولانا، كيف يمكن أن تنسبوا إلى العلامة بأنه غفل وأدخل في كتبه ما هو مخالف لضروريات مذهب التشيع؟ وتستندون فيه إلى منام ليس حجة بذاته، ومع تسليم حجيته لم يعلم ناقل هذا المنام، فرب مشهور لا أصل له! فيامولانا ما ذكرتموه لهو الشئ العجاب (1)!!! وفي التنقيح نقلا عن السماهيجي!.

حتى قال الاسترآبادي إنه – أي: العلامة – أول من سلك طريقة الاجتهاد من أصحابنا!

(1) وكان المولى أمين الاسترآبادي – غفر الله له – كثير التهجم والاجتراء على العلامة وكثير من علمائنا الربانين، بحيث لم يستطع القلم أن يكتب ما ذكره ولم تتحمل الاوراق أن تكتب عليها تعبيراته، ولم يرتض منه هذا الاسلوب من الكلام حتى نفس علماء الاخبارية المعتدلين، إذ لا يوجد فرق جوهري بين مسلك الاخباريين والاصوليين، بل الكل علماء أبرار أتقياء، رضوان الله عليهم.

قال الشيخ يوسف البحراني: نور الله ضريحه – ولم يرتفع صيت هذا الخلاف ولا وقوع هذا الاعتساب إلا من زمن صاحب الفوائد المدنية سامحه الله تعالى برحمته المرضية، فانه قد جرد لسان التشنيع على الاصحاب وأسهب في ذلك أي إسهاب، وأكثر من التعصبات التي لا تليق بمثله من العلماءالاطياب.

فانهم رضوان الله عليهم لم يألوا في إقامة الدين واحياء سنة سيد المرسلين، ولا سيما آية الله العلامة قد أكثر من الطعن عليه والملامة، فانه بما ألزم به علماء الخصوم والمخالفين من الحجج القاطعة والبراهين، حتى آمن بسببه الجم الغفير ودخل في هذا الدين الكبير والصغير والشريف والحقير، وصنف من الكتب المشتملة على غوامض التحقيقات ودقائق التدقيقات، حتى أن من تأخر عنه لم يلتقط إلا من درر نثاره ولم يغترف إلا من زاخر بحاره، قد صار له من اليد العليا عليه وعلى غيره من علماء الفرقة الناجية ما يستحق به الثناء الجميل ومزيد التعظيم والتبجيل، لا الذم والنسبة الى تخريب الدين، كما اجترأ به قلمه عليه قدس سره وعلى غيره من المجتهدين، الحدائق 1 / 170.