الخلاف-ج3-ص143
مالي؟ قالت: قوله تعالى: ” فمن جاء موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف ” (1) (2).
ورواه أبو اسحاق السبيعي (3) عن امرأته قالت: حججت أنا وام ولد زيد بن أرقم، فدخلنا على عائشة، الحديث (4).
والجواب عن خبر عائشة أن راويه عالية بنت أيفع وام محبة.
قال الشافعي: هما امرأتان مجهولتان، والمجهول، أضعف من الضعيف المعروف.
وقال الطحاوي: عالية بنت أيفع امرأة معروفة زوجة أبي اسحاق السبيعي، ولها ولدان فقيهان.
قلنا ليس الكلام على أولادها، وإنما الكلام عليها، فإذا كانت مجهولة لم تتعرف بأولادها.
قال الشافعي: وأصل الخبر لا يصح من وجه آخر، وذلك أنه لا يخلو زيد أن يكون قال ذلك اجتهادا أو سمع من النبي صلى الله عليه وآله شيئا وخالفه،
(1) البقرة: 275.
(2) اختلفت الفاظ الحديث حسب اختلاف طرقه وأسانيده وقد ذكر جملة منها البيهقي في سننه الكبرى 5: 331، وقد استدلوا فيه في كتب الفقه كثيرا انظر مثلا كتاب المغني لابن قدامة 4: 277، والمبسوط 13: 122، ومقدمات ابن رشد 2: 535 وغيرها.
(3) عمرو بن عبد الله بن عبيد ويقال: علي، ويقال: ابن أبي شعيرة، أبو اسحاق السبيعي الكوفي، والسبيع بن همدان، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، روى عن خلق كثير من حملة الحديث منهم: سليمان بن صرد، وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وجابر بن سمرة وغيرهم وروى عنه جماعة كثيرة منهم ابنه يونس وابن ابنه اسرائيل بن يونس وابن ابنه الاخر يوسف بن اسحاق وقتادة وسليمان التميمي وغيرهم قيل انه مات سنة ست وعشرين ومائة وقيل: سبع وقيل: ثمان وقيل: تسع وعشرين ومائة.
تهذيب التهذيب 8: 63 – 67.
(4) السنن الكبرى 5: 331، وشرح فتح القدير 5: 209.