پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص543

1 – قال القرآن بعد بيانه لأوضاع القيامة:

« إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ»(1)
.

فالمفروغ منه أنّ القرآن اعتبر القيامة وسيلة تذكير لأصحاب القلوب، فإن كان المراد ذلك العضو المعروف سوف لن تستقيم العبارة، ذلك أنّ لكل الناس هذا العضو، وعليه فالمراد به العقل والقوة والتفكير.

2 – اعتبر القرآن القلب مركز طائفة من الصفات والروحيات التي لا ترتبط قطعاً بهذاالقلب المادي، بل أوصاف تلك الروح الإنسانية، فيصف بعض القلوب بالقسوة والمرض والعمى – كما يرى القرآن القلب مركز الطهر والإيمان والدنس والكفر ووسيلة نيل السعادةوالشقاء وخص القلب السليم بالسعادة والفلاح(2) .

ومن البديهي أنّ هذه الأمور من صفات الروح الإنسانية، فلا معنى للقسوة والعمى والمرض في هذا القلب المادي. ويتضح ممّا مر سابقاً معنى الآية الواردة في السؤال؛فالقرآن وإن نسب التعقل للقلب وأنّ مكانه في الصدر، لكن كما يتضح أنّ القلب الذي في الصدر اصطلح عليه القرآن كناية عن الروح والعقل، وسبب هذا التعبير ذلك الارتباط القوي للقلب الصنوبري بالروح وظهور وانعكاس الحالات الروحية والحياة والموت في القلب.

والقرآن لا يكني القلب بالعقل والروح فقط، بل أحياناً يستعمل الصدر بهذا المعنى فيقول:

« أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ»(3)
و« فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ»(4)
؛ومن الطبيعي أنّ صدر الإنسان العادي لا يضيق ويتسع بقبول أو عدم قبول الإسلام؛ بل كناية لسعة وكبر الروح، ولكن ورد التعبير السابق بسعة الصدر مركز ظهور انعكاسات الحياة.


(1) سورة ق، الآية 37.



(2) سورة البقرة، الآية 7 و 10 و 74 و 225؛ وسورة الشعراء، الآية 189؛ وسورة الحج، الآية 46؛ وسورة الأحزاب، الآية 53؛ وسورة الحجرات، الآية 14؛ وسائر الآيات التي لا مجال لذكرها.



(3) سورة الانشراح، الآية 1.



(4) سورة الانعام، الآية 125.