اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص495
1 – هل المعراج يعني السير في السماء، وبعبارة أخرى هل يرى العلم من إمكانيةللرحلات الفضائية الواسعة؟
2 – ما الوسائل اللازمة إن كان ممكناً؟
3 – ما الزمان اللازم للقيام بهذه الرحلات؟
جواب العلم عن السؤال الأول بالإيجاب، فالرحلة الفضائية ليست ممكنة فحسب، بل أصبحت أغلبها عملية اليوم. فلم يعد اليوم من إمكانية لسماع نظرية بطليموس التي ترى سير الإنسان في السماء يوجب خرق العادة والتئام الأفلاك. فالصواريخ العابرة للفضاء -وبعضها بركاب وأخرى دونهم – قد شقت عنان السماء لتبلغ كوكب الزهرة الواقع في الفلك الثالث في هيئة بطليموس، ولم يحدث محال عقلي ولا خرق ولا التئام.
صحيح أنّ هذا التقدم لا يعدّ شيئاً إزاء الكواكب ومسافاتها العجيبة، لكنّه أخرج الموضوع من الاستحالة العقلية والعملية، وكما قيل فإنّ وقوع موضوع دليل على إمكانه… هذا ما يتعلق بالسؤال الأول.
وأمّا السؤال الثاني فلابدّ من الإذعان بأنّ الرحلة الفضائية تتطلب عدّة رسائل للتغلب على العراقيل التي تعترض هذا السبيل. ولعل أهم هذه العراقيل.
1 – الجاذبية الأرضية التي ينبغي التغلب عليها ببعض الوسائل. وقد أثبت العلماءبواسطة بعض الحسابات أنّ ذلك يتطلب وسيلة لا تقل سرعتها عن أربعين كيلومتر في الساعة، وبعبارة أخرى، 11 /2 كيلومتر في الثانية. فلو منحت سفينة فضائية مثل هذه السرعة لاخترقت الجاذبية وشقت طريقها نحو المنظومة الشمسية. ويبدو الحصول على هذه السرعة ممكناً، لكنه صعب وشاق.
2 – إنعدام الهواء في الوسط الخارج عن الجو.
فهنالك طبقة من الجو وبغض النظر عن بضع كيلومترات مجاورة للأرض والتي تحتوي على أوكسجين يمكن التنفس فيها، بينما يتعذر التنفس في سائر الطبقات الأخرى ولو ارتفع الإنسان في أعالي الجو لاختنق بسبب قلّة الأوكسجين. وقد أثبتت التجربة أنّ الإنسان