اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص477
إذا كان نبي الإسلام صلى الله عليه و آله وسائر الأنبياء عليهم السلام معصومين من الذنب فما المراد من غفران ذنب النبي في هذه الآية:
« إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً – لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَاتَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً»(1) .
لابدّ من الالتفات أولاً إلى أنّ زعماء النهضات والثوار الذين يسيرون خلاف الرأي العام ويسعون إصلاح المجتمعات المنحطة إنّما يواجهون سيلاً من التهم والافتراءات. والتهمةإحدى الحراب السائدة في المجتمعات المتخلفة بحيث تعدّ تلك الشخصيات نفسها لهذه التهم. ونبي الإسلام صلى الله عليه و آله لم يستثن من هذه القاعدّة، فقد واجه معارضة قريش واتهاماتهاالرخيصة. فمن كان صادق وأمين قريش بالأمس، اتّهم بالسحر والكهانة والجنون والافتراءعلى اللَّه منذ اليوم الأول الذي تصدى فيه لأفكارهم ودعاهم للَّه وعبادته، وبالطبع إن لم تؤثرتلك الاتهامات في البعض، لكنّها انطلت على البسطاء من الناس وشككتهم في صدق
(1) سورة الفتح، الآية 1 و 2.