پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص445

20 هل هذه الآية تتنافى مع الخلود؟
سؤال:

إننا نعتقد أنّ من يرد الجنّة يخلد فيها وقد أثبتت ذلك العديد من الآيات، غير أنّ ظاهرالآية 108 من سورة هود يفيد غير ذلك وأنّه ربّما يخرج من الجنّة:

« وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوافَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَمَجْذُوذٍ»
فالظاهر أنّ عبارة الاستثناء
« إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ»
تفيد أنّ اللَّه ربّما يخرجهم يوماًمن هذه النعمة، بينما تؤكد سائر الآيات على الخلود، فما معنى هذه الآية؟

الجواب:

صحيح أنّ اللَّه وعد السعداء في أغلب الآيات بالخلود وليس لهذا الوعد من خلف فهوالقائل:

« وَعْدَ اللَّهِ لَايُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ»(1) .

ولكن ربّما يتصور البعض أنّ زمام الأمور خرجت من يد اللَّه بعد هذا الوعد القطعي فهم لن يخرجوا من الجنّة ويسلبوا النعمة، ومن هنا أكد القرآن هذه الحقيقة بالعبارة

« إِلَّا مَا شَاءَرَبُّكَ»
في أنّ اللَّه رغم وعده بالخلود في الجنّة وأنّه لن يخلف وعده، مع ذلك فهذا الأمر لا


(1) سورة الروم، الآية 6.