اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص445
إننا نعتقد أنّ من يرد الجنّة يخلد فيها وقد أثبتت ذلك العديد من الآيات، غير أنّ ظاهرالآية 108 من سورة هود يفيد غير ذلك وأنّه ربّما يخرج من الجنّة:
« وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوافَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَمَجْذُوذٍ»
فالظاهر أنّ عبارة الاستثناء
« إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ»
تفيد أنّ اللَّه ربّما يخرجهم يوماًمن هذه النعمة، بينما تؤكد سائر الآيات على الخلود، فما معنى هذه الآية؟
صحيح أنّ اللَّه وعد السعداء في أغلب الآيات بالخلود وليس لهذا الوعد من خلف فهوالقائل:
« وَعْدَ اللَّهِ لَايُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ»(1) .
ولكن ربّما يتصور البعض أنّ زمام الأمور خرجت من يد اللَّه بعد هذا الوعد القطعي فهم لن يخرجوا من الجنّة ويسلبوا النعمة، ومن هنا أكد القرآن هذه الحقيقة بالعبارة
« إِلَّا مَا شَاءَرَبُّكَ»
في أنّ اللَّه رغم وعده بالخلود في الجنّة وأنّه لن يخلف وعده، مع ذلك فهذا الأمر لا
(1) سورة الروم، الآية 6.