اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص433
ألا يفهم من الآية الكريمة:
« وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»(1)
أنّهاتتعارض مع عالمية الرسالة، فلو كانت نبوته صلى الله عليه و آله عالمية ولجيمع الأفراد لَما كان القرآن بلغةأمّة معينة؟
لابد أن يكون الكتاب السماوي للأنبياء الذين بعثوا لهداية عامة الناس بلغة قومهم بفعل انطلاق دعوتهم من هناك، ومن ثم اعتمادهم مختلف الطرق لنشر دعوتهم إلى سائر الأمم.
ويسعى اليوم علماء كل بلد لتدوين كتبهم بلغة أُممهم، رغم أنّ مضامين كتبهم لا تقتصرعلى أمّة معينة. وحيث بعث نبي الإسلام صلى الله عليه و آله من وسط عربي وكانت بداية دعوته مع العرب،كان كتابه بأحد أوسع لغات الدنيا الحية وهي العربية، بينما تتعلق قوانينه وأحكامه بالعالم أجمع.
ولو كانت هنالك لغة عالمية تتكلم بها جميع الأمم والشعوب حين بعث النبي صلى الله عليه و آله لأمكن
(1) سورة ابراهيم، الآية 4.