پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص418

بحجر من نقطة مرتفعة فانّه لا يسقط على خط مستقيم على الأرض، بل يتجه في سقوطه قليلاً إلى المغرب وهذا يدل على حركة الأرض الدورانية من الغرب إلى الشرق.

أمّا رؤيتنا «الجدي» دائماً في موضع واحد فذلك لأنّ هذا الكوكب يقع تقريباً مقابل محور الأرض. ومن البديهي لو أدَرنا كرة حول محور )كان نغرز أُبرة وسط تفاحة ونديرهاحول تلك الأُبرة( لرأينا أنّ نقطة المحور ثابتة دائماً، ومن هنا يبدو كوكب الجدي القطبي ثابت دائماً.

وأمّا بشأن وضع الأرض في النقطة المقابلة لنا )في القسم الذي تحت الأرض( فلابدّ من الإلتفات إلى أنّ الأرض كونها كروية فإننا نرى وضعاً متساوياً أينما ذهبنا، أي سنرى النقطةالتي فوقنا سماءً والتي تحت أرجلنا أرضاً، والجاذبية تحفظنا على الأرض في كل مكان.

طبعاً أغلب الكواكب الواقعة في نصف الكرة الأرضي الجنوبي ترى، بينما تتعذر رؤيتها في النصف الشمالي وبالعكس؛ وهكذا السيارات ترى أحياناً في نقطة من الأرض واحياناًأخرى في نقطة أخرى!

وأمّا الآيات والأخبار التي تدعم نظرية حركة الأرض فمنها:

1 –

« وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلّ شَيْ ءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ»(1)
ويتصور أحياناً أنّ الآية متعلقة بأوضاع القيامة في أنّ الإنسان سيرى الجبال يوم القيامة هكذا، إلّاأنّ العبارة
« صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْ ءٍ»
تفند ذلك، فهي لا تتناسب مع يوم القيامة؛ يوم تغير المنظومة الشمسية لا يوم اتقان الخلق،وبعبارة أوضح: أن ذيل الآية الذي يتحدث عن اتقان الصنع أنسب لاستحكام النظام لاللانقلاب. فظاهر الآية يشير إلى حركة الجبال وإن بدت لنا ساكنة وعديمة الحركة. وربّمايقال لم تحدث القرآن عن حركة الجبال دون الأرض، والحال حركة الجبال تابعة لحركةالأرض.

قلنا: إنّ كل جسم كروي يدور حول نفسه إنّما تلمس هذه الحركة من خلال ما عليه من


(1) سورة النمل، الآية 88.