پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص405

الكتب بشرت بنبي الإسلام صلى الله عليه و آله وأشارت إلى خصائصه بحيث يعرفونه كما يعرفون أبناءهم(1) .

وقد بيّن القرآن الكريم ذلك فقال:

« قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْ ءٍ حَتَّى تُقِيمُواالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ»(2) .

طبعاً المراد من إقامة هذه الكتب العمل بمضامينها، واحد مضامينها نبوة محمد صلى الله عليه و آله ورسالته العالمية والتي وردت في هذه الكتب وأشار لها القرآن مراراً. فلو كان هؤلاءيؤمنون حقاً باللَّه ويوم القيامة، يجب عليهم الإيمان برسالة النبي التي تشكل أحد تعاليم العهدين، وسيكونون على هذا الأساس مسلمين ومأجورين قطعاً.

2 – يتضح من خلال الآيات التي سبقت هذه الآية في سورة البقرة أنّها ترتبط بطائفة من أهل الكتاب التي آمنت باللَّه واليوم الآخر على عهد سابق الأنبياء وكانوا يلتزمون بأحكام دينهم آنذاك، وبالمقابل كانت هنالك طائفة أخرى حادت عن التوحيد وعبدت العجل حتى قالوا لموسى عليه السلام صراحة: لن نعبد اللَّه ما لم نره. فكان حالهم حسب ما ورد في القرآن« وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ»(3) .

فقد وردت الآيات المذكورة بغية التمييز بين الطائفتين من أهل الكتاب. وعليه ستكون الآية مختصة بتلك الطائفة من أهل الكتاب التي عاشت قبل بعثة النبي صلى الله عليه و آله . ويؤيد ذلك سبب نزولها، حيث كان المسلمون يفكرون في مصير الصلحاء من آبائهم وأجدادهم بعد أن ماتوا على دين آخر غير الإسلام. فنزلت الآية الشريفة لتعلن نجاة كل من آمن باللَّه واليوم الآخر ونبي زمانه و عمل صالحاً.

وقد تحدث سلمان إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حين رآه عن صحبه من رهبان دير الموصل،فالتفت إليه البعض فقال: كان جميعهم ينتظرون بعثتك لكنهم توفوا قبل أن تبعث. فقال


(1) راجع سورة البقرة، الآية 146؛ وسورة الانعام، الآية 20.



(2) سورة المائدة، الآية 68.



(3) سورة البقرة، الآية 61.