پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص394

بالحاجة إلى الشريك وتغلظ العظام وتتغير نغمة الصوت.

وعليه فقد أقر خالق الخلق هذه الحدود للحياة على صفحة وجودنا بخطه البارز، ولابدّلنا من الرجوع إلى كتاب الخلق لا إلى هذا وذاك لتصفح أوراقه المتعلقة بعهد البلوغ والتفتح الجنسي لنعين السن القانوني للزواج على ضوء سنّة الخلقة وقوانينها، ونبتعد عن الخيال والوهم.

ومن يتمرد على مطالعة كتاب الفطرة ودفتر الخلق ويعتبر البلوغ أمراً تعاقدياً ويعتقدبان الحقائق تابعة للنظريات والعقود إنّما يقف بوجه سنن الحياة وسيهزم في خاتمة المطاف؛ذلك لأنّ هذه السنن لا تتبدل تبعاً لأحاديث الغافلين. وكما أنّ تكامل الجنين في رحم الأُم يستغرق تسعة أشهر ومن العبث أن يتصدى جماعة لكي يسنّوا قانوناً يجعل تكامله في الرحم سنة، كذلك يبدو عبثاً التصرف في حد البلوغ الذي يمثل أحد السنن الكونية. وقرارذلك الاجتماع شبيه باجتماع أصحاب الدواجن ليقولوا هنالك أزمة اقتصادية تواجه العالم وحاجة ملحة للدجاج؛ وعليه فمن الآن فصاعداً ينبغى أن تستبدل مدّة الحادي والعشرين يوم للتفقيس بعشرة أيّام ليتضاعف مقدار الدجاج – والمراد من حديث النبي الأكرم صلى الله عليه و آله :

« لا تعادوا الأيّام فتعاديكم»

، عدم مواجهة سنن الكون، فليست لهذه المواجهة من نتيجةسوى الهزيمة.

ثانياً: لابدّ من النظر إلى جميع الجوانب في تدوين القانون؛ لأنّ معدل سن البلوغ الجنسي في بنات بلدنا 14 سنة والبنين 16 سنة. ففي هذا الفصل من الحياة تتيقظ رغباتهم الجنسية، ولو رفعنا سن الزواج لاستسلم الطرفان للجماع الشاذ، وهذا ما يؤدي إلى آلاف المصائب الاجتماعية، أو الضغط على أعصابهم إزاء مقاومة طغيان الغريزة الجنسية ولمدّةطويلة إن أمكن ذلك لبعض الأفراد.

ثالثاً: أتعلمون أنّ الزواج وانتخاب الشريك يفجر الطاقات الكامنة فيفكر الأفرادالمتزوجون بطريقة أفضل من العزاب حيث يتعذر التفكير الصحيح على الشاب الذي تشتعل لديه غريزة الشهوة ولا يمتلك الوسيلة المشروعة لاطفاء جذوتها. وهذه هي الحقيقة