اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص299
قال تعالى:
« الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً»(1)
، وهنا يرد هذاالسؤال: إنّما يحتاج إلى الإمتحان من لا يعرف مصير عمل معين، فما حاجة اللَّه للإمتحان وهو العالم بالسرّ والعلن في السماء والأرض؟
إنّ للإمتحان الإلهي هدف آخر، فالإنسان يلجأ إلى الإمتحان والاختبار إثر نقصه العلمي للوقوف على حقيقة معينة وإماطة اللثام عنها، إلّاأنّ هذا الأمر محال على اللَّه، فهو العليم بكل شي ء، فإمتحانه لأهداف أخرى، نوجز البعض منها:
1 – الهدف من الإمتحان تربية العباد وتنمية استعداداتهم.
إنّ الإنسان حين يرد العالم يودع سلسلة من الاستعدادات والإمكانات والطاقات المذهلة؛ فالكمالات الإنسانية والفضائل الأخلاقية كافّة كامنة كاستعداد لديه وقد عجنت بها فطرته، إلّاأنّ هذه الاستعدادات كالمصادر المودعة في الأرض لا تظهر دون
(1) سورة الملك، الآية 2.