پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص263

الجنان. فهذا الفرد ليس شرير ومنحرف بالفطرة ولا يسعه الرفع من شأنه، بل كما قال الإمام الصادق عليه السلام :

« إنّ ولد الزنا يستعمل إن عمل خيراً جزي به وإن عمل شراً جُزي به».

وعليه فالذم الذي ساقه الإسلام بشأن ابن الزنا إنّما يهدف إلى تحذيره من صعوبةوخطورة موقفه ويرشده إلى ضرورة الإلتفات إلى نفسه وبذل الجهود لتجاوز الأزمةوالوصول إلى شاطى ء الأمان والسعادة، لا أنّ عوامل التعليم والتربية لا تجدي معه نفعاً وأنّه لا محالة من أهل النار.

بعبارة أخرى: إنّ الأولاد الذين ينحدرون من علاقات شاذة على غرار الأطفال الذين يولدون من آباء مرضى مصابين بالسل وما شابه ذلك، فمثل هؤلاء الأطفال أكثر عرضةللاصابة بهذه الأمراض، وعليه لابدّ لهم من المبادرة إلى علاجها، وأبناء الزنا يمتلكون عادةشيئاً من الاستعداد لانتهاك حرمة القانون ومقارفة الذنب والمعصية فإن غاب التعليم الصحيح والتربية وضعفت لديهم الإرادة والعزم سقطوا في وادي الجريمة. وعلى هذا فإنّ المصلحة العامة تقتضي اتخاذ بعض الإجراءات الإحترازية بما فيها التحفظ عن منحهم بعض المناصب الخطيرة.

وأمّا ما تصوره البعض من أنّ أبناء الزنا سوف لن يذوقوا طعم السعادة فهو تصورخاطى ء، بل هم كسائر الأفراد باستطاعتهم أن يكونوا سعداء أو أشقياء. والجدير بالذكر أنّ أبناء الزنا إن صمدوا إزاء الذنوب والمعاصي كان لهم مقام أرفع من نظرائهم، ذلك لأنّهم جهدوا أنفسهم أكثر وأشمل.