پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص246

بالقول:

« رِجَالٌ لَّاتُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ»(1)
وبالطبع فإنّ الغفلة عن اللَّه توجب ظلمة العقل والوجدان.

قال أمير المؤمنين عليه السلام بشأن الذكر:

« إنّ اللَّه جعل الذكر جلاءً للقلوب، تسمع به بعدالوقرة وتبصر به بعد العشوة وتنقاد به بعد المعاندة»(2)
. فالإمام عليه السلام يعتبر الغفلة نوعاًمن صمم القلوب وعمادها والتي توجب معاداة الإنسان للحق وتمرده عليه، بينما يرى الذكرنور البصيرة ووعي القلوب الذي يكبح الغريزة ويصدها عن الطغيان.

وبناءً على هذا فإنّ الغافل عن اللَّه وثوابه وعقابه كالأعمى والأصم الذي يركب الفرس،فمما لا شك فيه أنّ الفرس سيرمي به وسط الوديان والمتاهات، أمّا أصحاب الذكر فهم يرون نتائج أعمالهم فيستمعون الحق ويجانبون الباطل. وقد أوصى الإمام الباقر عليه السلام أحد أصحابه فقال:

« ذكر اللَّه على كل حال وهو أن يذكر اللَّه عند المعصية يهم بها فيحول ذكر اللَّه بينه وبين المعصية»(3) .

وقال الأصبغ بن نباتة قال أمير المؤمنين علي عليه السلام :

« أذكر اللَّه في موضعين، عندالمصيبة وعند المعصية فإنّ ذكر اللَّه يحول بين الإنسان وبين المعصية».

(L ج ج L)

طبعا ذكر اللَّه على درجات، فأحياناً يبلغ الذكر مرحلة يحصن الإنسان من كل معصيةفيصبح ارتكاب الذنب محالاً عادياً، ويتصف هؤلاء الأفراد بقلوب واعية ونفوس طيبةوبصائر عالية وآذان صاغية وأرواح طائعة، ولعل أغلب الناس يحرزون متوسط الذكر،فمثلاً هنالك بعض الأفراد الذين يرتكبون بعض المعاصي لكنهم لا يسفكون دماً أو يأكلون مال يتيم أو ينتهكون عرض أحد؛ لأنهم يعلمون عذاب اللَّه الأليم على هذه المعاصي فلديهم مقاومة لمثل هذه المعاصي. وأحياناً يكون ذكر اللَّه على درجة من الضعف بحيث لا يحجز


(1) سورة النور، الآية 37.



(2) نهج البلاغة لمحمد عبدة، الخطبة 220.



(3) سفينة البحار، ج 1، ص 486.