اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص231
والمكان، وهذا يدفعه لمجانبة الحرام والجد في كسب الحلال، ذلك لأنّه من الصعف أن يتقيدالإنسان بحلّية ما له صلة بالصلاة ويهمل الأمور الأخرى، وهذا ما أشارت له الآية الشريفة« إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ»(1)
. سيما إن إلتفت المصلي إلى أنّ شرط قبول الصلاة التزام المصلي بأداء الزكاة والحقوق الشرعية واجتناب الغيبة والكبر والحسدوشرب الخمر، واستحضار النيّة والتوجه إلى اللَّه.
ومن هنا شبّه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الصلاة بعين الماء التي يغتسل منها الإنسان كل يوم خمس مرّات فهل يبقى عليه شي ء من الدرن. وهكذا من يصلي كل يوم خمس مرّات يطهر قلبه من الرجس والدرن.
يعمد المصلي إلى الوضوء عدّة مرّات كل يوم وأحياناً الغسل، وعليه سيكون بالتالي فرداً نظيفاً بعيداً عن كل وساخة. وعليه فالصلاة عامل مساعد للأمور الصحية.
لكل صلاة وقت معين، وعلى المصلي أن يأتي بصلاته في تلك الأوقات، ومن هنا فإنّ هذه الشعيرة الإسلامية تساعد على الإنضباط والدقّة في الوقت. خاصة أنّ المصلي ينبغي أن ينهض لصلاة الصبح قبل طلوع الشمس، فهو يستهل يومه بنشاط فضلاً عن الهواء الطلق والنقي الذي يستنشقه. ولا تقتصر الآثار التربوية الفردية للصلاة في ما ذكر، وليس ذلك إلّاغيض من فيض أسرار هذه العبادة العظيمة.
إنّ الصلاة في الأوقات المعيّنة نموذج لوحدة الأمّة الإسلامية ولحمتها؛ ذلك لأنّ المسلمين كافّة يستقبلون القبلة في أوقات معينة وبآداب خاصة، وهذا بدوره يكشف عن اتحاد الأمّة بفضل تلك الشعيرة. وعلل هذه الوحدة تتضح أكثر في صلاة الجماعة وانتظام
(1) سورة العنكبوت، الآية 45.