پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص223

ولكن لابدّ من الإلتفات إلى أنّ ذكر هذه الأسرار والمنافع استناداً لتناسبه مع المستوى الفكري للناس ليس بمعنى انحصار تلك الفلسفة في ما ذكر ولا يمنع من استثارة الفكرلإدراك المزيد.

3 – الأحكام التي تنكشف فلسفتها بفعل التقدم والرقي البشري ومرور الزمان ويسعنااعتبارها دليلاً على عظمة وأصالة هذه الأحكام السماوية. مثلاً الآثار البدنية والروحيةوالاجتماعية الضارة للمشروبات الكحولية إلى جانب تأثيرها على الجينات والجنين والتي كشفها اليوم العلم، أو الاختلالات العصبية والوفيات الناشئة من جلسات القمار، أوالأخطار التي يفرزها التقسيم غير العادل للثروات، والاضرار الاقتصادية والأخلاقية للرباوالتي أحصتها المصادر ذات الصلة.

ولكن لابدّ من الإلتفات إلى موضوع في غاية الأهميّة وهو أنّ أي إفراط وأحكام خاطئةوضيق أفق ورؤى كاذبة والأهم من كل ذلك تحميل القوانين المسلمة بعض الفرضيات غيرالمبرهنة علمياً، إنّما يبعدنا فراسخ عن الحقيقة ويقودنا إلى متاهات كبيرة بدل تعريفنابأسرار وفلسفة الأحكام. وعليه فما لم يبرهن العلم على ويكسبه صيغة حسية لا ينبغي جعله أساساً في توضيح فلسفة الأحكام.

4 – الطائفة الأخيرة من الأحكام التي لم تكن واضحة منذ بدايتها، كما لم ترد إشارة إليهافي المتون الإسلامية ولم تظفر بأسرارها لحدّ الآن ونماذج ذلك عدد ركعات الصلاة وحدنصاب موارد الزكاة التسعة وبعض مناسك الحج.

هل ستميط الأجيال القادمة اللثام عنها بتقدم العلم والمعرفة؟

هل كلف آخر أوصياء النبي الأكرم صلى الله عليه و آله بتوضيحها وتفسيرها؟

هل لهذه الأحكام بعد انضباطي؟

هل هي أسرار لا يسع حتى العلم في المستقبل سبر أغوارها؟ … ليس لدينا أي علم بذلك؛ وكل ما نعلمه أنّ الطائفة الرابعة من الأحكام وعلى غرار سابقاتها واجبة التنفيذ… فهي تستند جميعاً إلى مصدر واحد. وأدلة إمتثالها ثابتة بالأدلة القطعية.