پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص214

المتقابلين غير صحيحين، وهنالك الرأي الثالث المنطقي وهو:

لكل عمل صالح بعدان:

1 – بعد شخصي ونفعي يعود لنفس الإنسان.

2 – بعد اجتماعي يعود نفعه على عامة الناس.

فإن كان هدف المخترعين الذين بذلوا ويبذلون جبارة للتوصل إلى اختراع معين، هوالحصول على شهرة بين الناس أو الحصول على عائدات مادية إزاء الاختراع، فقد حصلواعلى ما يرومون وحققوا هدفهم، ولا داعي لأن ينتظروا أجراً يوم القيامة، ذلك لأنّهم بهذاالهدف لم ينشدوا رضى اللَّه وخدمة المجتمع، بل كانت الشهرة والمادة هما الدافع من وراءذلك الجهد وقد ظفروا بهما – أمّا إن كان الدافع في تلك الأنشطة العلمية والجهود الفكريةوالخدمات الاجتماعية هو القيام ببعض المنجزات في سبيل رفاهية عباد اللَّه والقضاء على الصعوبات التي تواجههم في حياتهم والتخفيف من أعبائهم، فمما لا شك فيه أنّ لهم أجرهم وثوابهم يوم القيامة، والعدل الإلهي يقتضي إثابتهم.

وقد ورد في الأخبار أنّ حاتم الطائي سيؤجر يوم القيامة رغم أنّه كان وثنياً ولم يؤمن بالأديان السماوية، كونه يرعى المحروم ويغيث المحتاج ويُقرء الضيف. (1) طبعاً هنالك عدّةطرق تمكننا من الوقوف على نيّة المخترع لنعلم هل كان الدافع الذي يقف وراء أنشطته مادياً وشخصياً أم معنوياً وإنسانياً. فالعلماء الذين إذا اقترح عليهم العمل في مصانع إنتاج الأسلحة الجرثومية والإبادة الجماعية مقابل دخل أكثر من دخلهم، إن عملوا في صناعةالأدوية، فلبوا الاقتراح، فإنّ مثل هؤلاء الأفراد سوف لن يؤجروا عند اللَّه مهما اكتشفواواخترعوا، ذلك لأنّهم يفتقرون إلى الدوافع الربّانية والإنسانية وأمّا إن ضحّوا بتلك الإغراءات المالية وواصلوا أعمالهم خدمة للمجتمع فسوف يؤجرون ويثابون.


(1) سفينة البحار، ج 1، ص 607.