پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص190

الإشكال الأول على نص دعاء الندبة: لم ورد في الدعاء بشأن إبراهيم عليه السلام :

« وسألك لسان صدق في الآخرين فأجبته وجعلت ذلك علياً»
ثم أشكل بأنّ العبارة جعلت ذلك علياً ولا تنسجم قط مع العبارة السابقة )وكأنّ المستشكل تصور أنّ المراد به علي عليه السلام (. إلّاأنّ معنى العبارتين يبدو واضحاً تماماً من خلال القرآن؛ فالقرآن يفيد أن إبراهيم سأل اللَّه تعالى:

« وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ»(1) .

وقال في موضع آخر بشأن إبراهيم وإسحاق ويعقوب:

« وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً»(2)
والعبارة الواردة في الدعاء تتضمن هاتين الآيتين. فما العيب في هذا الاقتباس؟وهل هنالك من مجال للإشكال؟

الإشكال الآخر على نص الدعاء: العبارة:

« ثم جعلت أجر محمد صلواتك عليه وآله مودّتهم في كتابك فقلت لا أسألكم عليه اجراً إلّاالمودة في القربى»
، تتناقض مع ماورد في القرآن
« قُلْ لاأَسأَلُكُم عَلَيهِ أجراً»(3) .

والطريف أن العبارة القادمة في الدعاء ردت على هذا الإشكال بالآية:

« وقلت: «مَاسَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ«(4)
؛ ذلك لأنّ مودة أهل البيت عليهم السلام وسيلة لكسب علومهم ومعارفهم وهداهم. فالواقع أنّ النبي صلى الله عليه و آله لم يسأل الناس أجراً على الرسالة وما سأله فنفعه لهم. وخلاصة القول إنّ متن الدعاء فصيح ولا محل لهذه الإشكالات.


(1) سورة الشعراء، الآية 84.



(2) سورة مريم، الآية 50.



(3) سورة الشورى، الآية 23 .



(4) سورة سبأ، الآية 47 .