پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص188

فهذه العبارات تقول صراحة إنّ بعد الإمام الحسين عليه السلام عدّة أئمّة سينهض الواحد تلوالآخر لإصلاح الأمّة والدعوة إلى اللَّه وبسط العلم والمعرفة حتى يصل آخر حجة ليخاطب بصيغة المفرد. فهل هناك من شبه بعقائد الكيسانية، الذين لا يرون لولد الحسين عليه السلام من مقام ولا يعترفون بامام بعد محمد بن الحنفية؟

أوَليسَ من العجب أن يقال انقطع الموضوع بعد ذكر ولاية علي عليه السلام وأغمض عن الأئمّةواقتصر الكلام على المهدي وهذا ينسجم مع عقائد الكيسانية! أو لا تكفي هذه العبارات العشر المتسلسلة سائر الأئمّة كونها لا تصرح بأسماء الأئمّة عليهم السلام ؟ وهل عشر عبارات قليلةفي ردّ عقائد الكيسانية؟!

3 – إننا نخاطب ولي العصر في هذا الدعاء قائلين:

« بنفسي أنت من مغيب لم يخل منّا، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنّا»
فنراه بيننا وقريب منّا، وهذا يشير إلى أنّ غيبته ليست من قبيل وجود لا مرئي وغائب عن الأنظار في مكان معين، بل يتردد بصورة غيرمعروفة في الأوساط دون أن يكون له مكان ثابت.

4 – اتضح ممّا ذكرنا أنّ فقرات هذا الدعاء تفند الواحدة تلو الأخرى العقائد الخرافيةللفرقة الكيسانية، وتنطبق تماماً على عقائد الشيعة الإمامية. ولا تبقى سوى كلمة «رضوى»في إحدى عبارات الدعاء والتي تتضح من خلال الرجوع إلى المصادر الإسلامية )لابدّ من التأمل(.

توضيح ذلك:

كتب صاحب معجم البلدان ياقوت الحموي: إنّ «رضوى… جبل في أطراف المدينة ورضوي )على وزن رجبي( منسوب إليه، وقال النبي الأكرم صلى الله عليه و آله بشأن هذاالجبل: رضوي جبل رضى اللَّه عنه. ثم قال بعد أن ذكر سائر الجبال المقدسة: قال عرام بن أصبع السلمي: رضوي جبل يبعد مسيرة يوم عن ينبع وسبعة منازل عن المدينة وقد أخبرني من سار إلى هذا الجبل أنّ فيه ماءً كثيراً ونخيلاً وهذا هو الجبل الذي تعتقد الكيسانية: أنّ محمد بن الحنفية مقيم فيه وهو حي». وأمّا «ذي طوى» الذي ورد بعد جبل رضوى في دعاءالندبة، فأحد الجبال الواقعة أطراف مكة على طريق «تنعيم» ويبعد فرسخاً عن مكة وترى