اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص186
فضائله ومناقبه يخاطب فجأة ودون واسطة الامام الغائب، فيلح في طرح هذا السؤال. على كل حال نطرح هذا السؤال كمطلب علمي فقط و ليس حكماً قطعياً.
إنّ دعاء الندبة حقّاً من الأدعية العميقة والسامية. فهو غاية في الفصاحة والبلاغة من حيث المضمون فلابدّ من القول أنّه دعاء علمي وثوري وعقائدي وسياسي وفي نفس الوقت مفعم بالأحاسيس المرهفة، فإن أُدركت مفاهيمه يمكن أن تلهم الأمّة مقومات المواجهة الاجتماعية ومناهضة الظلم )طبعاً بشرط الإدراك، لا بصيغة التحذير(.
فقد استهل الدعاء بالإشارة إلى فلسفة بعثة الأنبياء، ومن ثم إشارة عابرة إلى سيرتهم واختلاف درجاتهم، مروراً إلى فلسفة بعثة الأنبياء، ومن ثم إشارة عابرة إلى سيرتهم واختلاف درجاتهم، مروراً بالتركيز على نبي الإسلام صلى الله عليه و آله وعظم منزلته، إلى الإسهاب في إمامة وصي النبي صلى الله عليه و آله علي عليه السلام على ضوء الأدلة القاطعة والروايات والآيات المتفق عليهامن قبل الفرق الإسلامية كافّة، كما وردت الإشارة إلى أسباب قيام جماعة من الأمّة ضدأهل البيت عليهم السلام وبالتالي ما تعرضوا له من قتل ونفي ودعوة الأئمّة الواحد تلو الآخر، بحيث تشد القلوب نحو نهضة المهدي عليه السلام ، ومن ثم يبدأ خطاب الإمام عليه السلام بسياق يفيض بالحب والحنان والعواطف الإنسانية، ويختتم الدعاء بشرح المشروع الإصلاحي والثوري للإمام عليه السلام وشي ء من التضرع والاستغاثة. هذا من حيث مضامين الدعاء. أمّا ما تصوره البعض من أنّ هذا الدعاء يشبه عقائد الكيسانية فمرفوض تماماً.
وهنا لابدّ من تسليط الضوء على بعض خصائص الفرقة الكيسانية، ومن ثم نرد من مضمون الدعاء على التصور السابق:
كما وردت في بعض كتب العقائد والمذاهب، كانت فرقة شيعية إمامية،اعتقدت بامامة محمد بن الحنفية بعد الإمام الحسين عليه السلام ، وقيل سموا بالكيسانية نسبة لأحدأنصار هذه الفرقة ويدعى
« كيسان»
الذي كان يزعم حبّ علي عليه السلام ، وقيل إنّ كيسان أحد