اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص171
يتمثل في التحلي بالاستعداد والأهلية لدى المجتمع. وبعبارة أخرى هنالك شرطان للزعامة هما:
1 – وجود الزعيم.
2 – إستعداد المجتمع للتفاعل مع الزعيم.
والحق لو تحقق الشرط الثاني من قبل المجتمع، لتكفل اللَّه بايجاد الشرط الأول.
إنّ اتّساع الفساد في صفوف المجتمع البشري ليس الهدف الأصلي، بل هو عامل لظهور المهدي عليه السلام وإصلاح المجتمع؛ لأنّه حين يعم الظلم والجور الأرض ويعاني المجتمع من مختلف الانحرافات والمفاسد وتعصف به الخطوب والمحن ويعيش مختلف التجارب التي تفيد عجز الإنسان عن حل تلك المشاكل من خلال اعتماده على قوته وما يسنّه من قوانين تعجز عن إيصاله إلى العدل والاستقرار، آنذاك يعيش الاستعداد الفكري التام للتفاعل مع مشروع الزعيم الربّاني الذي يشفيه من كل داء ويأخذ بيده إلى السعادة والفلاح.
يبدو أنّه ليس هنالك من نهضة إصلاحية دون قاعدّة فكرية خصبة، وقانون «العرض والطلب» الاقتصادي ساري المفعول في الجانب الاجتماعي، فما لم يكن لدى المجتمع طلب، لا يبدو لأي عرض معنوي ومادي من ثمن.
ولكن هل القاعدّة الفكرية والاستعداد الروحي يكفيان للنهضة الإصلاحية والعالميةالتي تهدف تحقيق الحكومة العالمية على أساس العدل والقسط والقيم الأخلاقية ورعايةالمقررات والأحكام الشرعية، أم أنّ هذه الأرضية الفكرية بحاجة إلى قاعدّة أخرى تحيل هذا التغيير الفكري إلى انقلاب يزيل الموانع كافّة التي تعترض سبيل النهضة. ولا تؤيد ذلك التجارب فحسب، بل أغلب الروايات الواردة بشأن نهضة هذا المصلح العالمي تفيد صراحةأنّ ثورة آخر حجة للَّه بعد التاهب الفكري، تتطلب قوة تزول في ظلها الموانع كافّة التي تعترض سبيل النهضة، حتى صرحت بذلك الأحاديث التي تحدثت عن الأنصاروالأصحاب وعددهم، واقتران نهضة الإمام بالقوة والقدرة التامة – ومن هنا يتوجب عليناتفعيل الشرط الثاني في إعداد الأعوان والأنصار والجند المضحين الذين يحملون أرواحهم