پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص164

بمبادئ الإسلام، فلم يراع حتى ذلك الحد الأدنى الذي كان يراعيه معاوية. فقد كان ينتهك أحكام الدين علانية ولا يأبه بالمقدّسات ويمارس المنكرات بكل وقاحة.

وفي ظل هذه الظروف تأهب عموم المسلمين للقيام والإطاحة بجهاز بني أمية. وعلى هذا الضوء نهض الإمام الحسين عليه السلام ليفضح هذه السلالة أمام الرأي العام وليطردها من أذهان المسلمين، غير أنّ الأوضاع لم تكن كذلك على عهد معاوية. ولو كان الإمام الحسن عليه السلام في عصر يزيد لنهض بالأمر، ولو كان الحسين عليه السلام على عهد معاوية لعقد الصلح كما يرى ذلك بعض العلماء. والدليل على ذلك أنّ الإمام الحسين عليه السلام صبر على معاوية عشرسنوات بعد أخيه ولم يشهر سيفه عليه، لكنه ما أن سمع بوفاة معاوية وخلافة يزيد حتى بدأنهضته وأعلن قتاله منذ رفض مبايعته، ولم يستقر حتى ضحى بنفسه في رمضاء كربلاءلإعلاء كلمة الدين والقضاء على بني أمية.

ويتضح ممّا سبق أنّ السكوت إزاء حكومة معاوية الذي كان يراعي نسبياً الحدودالإسلامية – وحفظاً لدماء المسلمين – لم يكن من مصاديق الذلة. والموضوع المهم الآخروالذي ينبغي إضافته إلى ما سبق: أنّه طبق شواهد التاريخ فإن وضع السياسة الخارجيةللمسلمين على عهد معاوية كانت تقتضي ذلك الصلح ؛ ذلك لأنّ امبراطور روما الشرقية كان يتابع عن كثب الإقتتال الداخلي للمسلمين ويعدّ العدة لاختراق حدود البلاد الإسلامية ثأراًلهزائمه السابقة أن تجدد القتال بين الإمام الحسن عليه السلام ومعاوية، ولو حدث ذلك لكانت ضربة قاصمة توجه إلى الإسلام والمسلمين. حقاً أنّ تلك الظروف دفعت بالإمام المجتبى عليه السلام لعقد الصلح وإفشال مخططات الأعداء.