پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص156

كلام مستقل ومنفصل ) بغض النظر عن الموضوع النازل فيه( وسط الآية.

2 – تكرر مضمون هذه الآية في سورة البقرة والأنعام والنحل، ولم يرد القسم الثاني في هذه الآية في السور المذكورة. ونورد هنا بعض النماذج:

«إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَبَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَآ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»(1)
. وتشتمل هذه الآية على أكثر ما ذكر في القسم الأول والثالث من الآية المذكورة للبحث، ولكن لم يرد شي ء عن القسم الثاني وهذاالقسم مستقل ليس له من علاقة بما قبله وبعده.

3 – الروايات المتكفلة بسبب نزول الآيات بينت انفصال القسم الثاني عن صدر الآيةوذيلها، فقالت مثلاً:

« اليوم يئس… »
نزلت يوم الغدير أو عرفة وهذا دليل على استقلاليتها.

وعلى هذا الأساس فإن صرحت الروايات الصحيحة عن الفريقين بأنّ هذه الآية نزلت يوم الغدير بشأن ولاية علي عليه السلام فإنّ صدر وذيل الآية لا يمكنه صدنا عن الاعتقاد بمضمون الأحاديث ؛ لأنّ هذا القسم كلام مستقل وارد في موضوع ليس له من إرتباط بما قبله وبعده.

4 – إنّ تدبر مضمون الآية يرشدنا إلى أنّه لا يصدق سوى على الولاية ولا يحفظ إرتباطعبارات القسم الثاني إلّافي حالة اعتبارنا أنّ سبب نزولها هو الإمامة. فالقسم الثاني للآيةيتضمّن مطلبين وهما: أنّه خلال يوم معين يئس الكفّار من التغلب على المسلمين، كما كمل فيه دين اللَّه، والآن لابدّ من ملاحظة ماكان ذلك اليوم الذي شهد وقوع حادثين؟ ونورد هنا ماقيل في ذلك اليوم أو ما يساور الذهن بشأنه:

أ( يوم البعثة:

قطعاً لم يقع الحادثان في هذا اليوم ؛ ذلك لأنّ الكفّار لم ييأسوا آنذاك، كمالم يكتمل الدين فضلاً عن بيان أحكامه.

ب( يوم فتح مكة:

هذا الاحتمال كسابقه، لأنّ فتح مكة كان في السنة الرابعة للهجرة،والحال كانت أغلب العهود التي عقدها المسلمون مع الكفّار قائمة، وكان الكفّار يقيمون مراسمهم الجاهلية في الحج، وعليه لم يكن اليأس مستولياً على الكفّار، كما لم يكمل الدين


(1) سورة البقرة، الآية 173.