پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص155

فليس هنالك من مبرر لأن ترتبط جميع آيات السورة مع بعضها لتبدو كسلسلة متصلة. ولعل هناك من يقول: ما ذكر لحد الآن يختص بإرتباط السور والآيات مع بعضها البعض، إلّاأنّ الآية تتضمن خصوصية لا يمكن حلّها من خلال الشرح السابق وهي:

إنّ الشرح المذكور أثبت عدم ضرورة إرتباط آيات سورة معينة، ولكن لا يثبت عدم ترابط عبارات الآية الواحدة. والآية التي نبحثها من هذا القبيل، فإن كانت العبارة

« اليوم اكملت لكم»
نزلت في ولاية علي عليه السلام ، فارتباطها مقطوع بصدر الآية وعجزها الوارد في بيان أحكام الحلال والحرام، وعلى هذا الأساس لا يبدو التوضيح السابق كافياً لرفع الإشكال. ولتوضيح الجواب نرى ضرورة ذكر هذه الآية )بدايتها ووسطها ونهايتها(:
1 – )حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُوَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ… »(1) .

2 – «الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً… »(2) .

3 – «فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»(3) .

ومرادنا من الإتيان بالآيات الثلاث أنّ القسم الثاني – سواء كانت الآية نازلة في علي عليه السلام أم في موضوع آخر، وسواء نزلت يوم الغدير أو عرفة – كلام مستقل وسط الآية.

وإليك بعض القرائن التي تؤيد هذا المطلب:

1 – لو رفع القسم الثاني من هذه الأقسام الثلاثة، فسوف لن يكون له أي تأثير على إرتباط القسم الأول بالثالث. والخلاصة بضم ذيل الآية إلى صدرها تكون هنالك آية كاملةبرفع الآية الثانية فليس هنالك من مساس بارتباط الآية، وهذه شهادة أنّ القسم المذكور


(1) سورة المائدة، الآية 3.



(2) المصدر السابق.



(3) المصدر السابق.