اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص126
سلّم له أغلب أساقفة المغرب؛ بينما امتنع بطارقة القسطنطينية وأنطاكيا وأساقفة الكنائس الإيرانية عن الإعتراف بمقامه وزعامته؛ وقد أدّى هذا الإمتناع إلى ظهور الانفصال بين الفصائل اللاتينية المغربية والكنائس اليونانية والسريانية الشرقية.
وما زالت هاتان الكنيستان منفصلتان إلى اليوم؛ إحداهما الكنيسة الأرثودوكسيةاليونانية التي انتشرت في اليونان وروسيا، والأخرى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية التي استفحلت في اوربا وامريكا. فهاتان الكنيستان تتفقان في اصل العقيدة، إلّاأنّهما اختلفا في قضية سلطنة البابا؛ بالإضافة إلى الاختلاف في بعض الأمور الثانوية.
(L ج ج L)
أمّا البروتستانتية كما يبدو من معناها )الإعتراض( فهي اسم فرقة كثيرة الأتباع اليوم؛وظهرت هذه الفرقة اثر اعتراضها على أسلوب الباباوات وتهافت رجال الدين المسيحيوين على جمع الثروات وبيع «صكوك الغفران» وفرض بعض القيود على المتعلمين. والواقع أنّ هذه الفرقة «اصلاحية» لتهذيب المسيحية ممّا فرضه عليها بعض الأساقفة والباباوات وزعيم هذه الفرق «مارتن لوثر» المصلح الكبير في عالم المسيحية. ففي 1517 /12 /31م لصق ورقة على جدار كنيسة «ويتنبرك» أعرب فيها عن غضبه وسخطه تجاه بيع صكوك الغفران وسائر انتهاكات القساوسة ليعتبرها مجانبة للمنطق. فلما علم البابا أمر باحضاره إلى روما، فتمرد عليه، فكفره لؤي العاشر عام1520م. فقام «لوثر» بأحراق ورقة تكفيره بشجاعة حظيت بثناء الآخرين، ثم ترجم الكتاب المقدس «العهد الجديد» إلى الألمانيةوأفنى عمره في التأليف وإصلاح الكنائس الخاضعة لنفوذه.
وأخيراً رغم استطاعت الفرق البروتستانتية ممارسة الإصلاح في المسيحية، وأنكرت بيع الجنان وصكوك الغفران والرهبنة وأمثال ذلك، وامتناعها عن الإعتراف بزعامة البابا، مع ذلك لم تستطع الخروج عن حالة جمود المسيحية بشأن «التثليث» وسائر المسائل الخاطئة.